الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نفسيتي متعبة ومحملة بالهموم، فهل أجد حلا لهذه المشكلة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكركم إخواني الأجلاء على وقتكم الثمين الذي تمنحونا إياه لحل مشاكلنا، فلكم جزيل الشكر.
شاب أعزب، أبلغ من العمر 26 عاما، لدي مشاكل نفسية لم أكن أشعر بها في السابق أو قد تكون ازدادت علي في الفترة الأخيرة وهي تتلخص في: إحساسي التام بتجاهل البشر لي، وأنني غير قادر على بناء علاقات جديدة نهائيا، والمشكلة الأكبر هي عدم معرفتي بالتعامل مع الناس، فأصبحت أتقمص شخصيات الناس وأقلدهم، ولا أملك رأي ولا قرار، أضعت شخصيتي الأصلية بسبب تقمصي للشخصيات، فلم أكن هكذا سابقاً.

أرى الناس يتعاملون من حولي بكل أريحية، وأنا عند كل كلمه تراني أصطنعها ولا أستطيع الرد عليهم بكل أريحية، وطوال اليوم شارد الذهن أفكر في الكلام الذي قلته وأدقق فيه، ولماذا قلت كذا، ولماذا لم أقل كذا، أصبحت حياتي كئيبة لا تكاد تُطاق.

أرجوكم أريد أن أعيش كما يعيش الآخرون، أريد بناء علاقات وأصدقاء جدد، وأريد أن أتحدث مع الغير بدون كلفة أو تصنع، وأن أصنع لنفسي شخصية خاصة بي تكون قوية ومرحة وقيادية، والتخلص من الماضي، وأن أبدأ حياة جديدة وأتحرر من قيودي التي حرمتني لذة الحياة ومتعتها، فهل يمكن ذلك؟

علماً -ولله الحمد- أنني محافظ على الصلاة رغم بعض التقصير، ولكن لا أتركها وأصليها متى ما ذكرتها، وكذلك علاقتي الدينية ممتاز والأذكار والدعاء.

وكذلك حاولت كثيرا أن أبرمج نفسي وأنسى الماضي لكن دون جدوى، وأردت أن أصنع لي شخصية قوية فعشت الوحدة والعزلة نهايةً، واضطررت لأخذ عقار الزانكس واللريكا من أجل أن تساعدني ولكن كانت محاولة فاشلة لم تكن إلا شيء لحظي وبعدها تعود الضغوط، فهل أجد لديكم ما يشفي هذه النفس المتعبة المثقلة بالهموم التائهة في هذه الحياة؟

لكم فائق التحية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ عمير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أبدأ من حيث انتهيت، الحمد لله أنك تركت اللريكا والزاناكس؛ لأنهما لن يحلا المشكلة، بالعكس سيسببان لك إدماناً، فالحمدلله أنك تركتهما.

يا أخي الكريم: ما تعاني منه عنده حل هذه مشاكل في الشخصية، فقدان الثقة والإحساس بالدونية، وهذه أشياء تحدث وعلاجها علاج نفسي محض وليس علاجا دوائيا، هناك علاجات نفسية لتقوية الشخصية من خلال جلسات متعددة مع معالج نفسي تعطى فيها مهارات معينة لتقوية شخصيتك والتفاعل مع الآخرين، وتكون هذه الجلسات أسبوعية حيث تعطى واجباً في الأسبوع كيف تتصرف في المواقف المعينة، يطلب منك أن تتصرف بطريقة معينة عندما تواجه هذه المواقف، وبعد مرور أسبوع تراجع ما تم، والمواقف التي نجحت فيها، والمواقف التي أخفقت فيها، ومن ثم تعطى لك نصائح ومهارات أخرى، وبعد المثابرة إن شاء الله تتغير وتتقوى شخصيتك وترجع طبيعيا كما كنت.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً