الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوسوسة القهرية بالأفكار السلبية عن الله والنفس

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني من بعض المشاكل وعسى أن أجد عندكم المشورة الطيبة بإذن الله.

1- أعاني من القنوط من رحمة الله وإحساسي الدائم بأنه لن يسامحني أبداً على ذنوبي، وأحس بعقابه لي في كل شيء يحصل لي من مصائب.

2- إحساسي بأن الله ظالم لعباده ولا يعدل بينهم.

3- تفكيري الدائم بالانتحار والتخلص من هذه الحياة البائسة.

4- الإحباط واليأس واحتقاري لنفسي ولداً عندي مشكلة صحية وهي الأكل بنهم، وحاولت التخلص منها ولم أستطع وكان ذلك لمدة 4 سنوات.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هالة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على شجاعتك في إبداء ما تُعانين منه بصراحة، وإن كان في ذلك ما يتصادم مع عقيدتنا الإسلامية.

مثل هذه الحالات تحدث غالباً لبعض الشخصيات المضطربة، بمعنى أن أبعاد الشخصية ليست متطورة أو متوازنة بالصورة المطلوبة، وهنالك أيضاً الجانب الوسواسي فيما ذكرته من أعراض.

أيتها الأخت المباركة! أنت محتاجة جداً لأن تحقري هذه الأفكار، وحين تحقّري الفكرة وترفضيها لابد أن تُستبدل بفكرة مضادة لها، فالحق تعالى هو أحكم الحاكمين، وهو العادل في كل شيء، وتنزه عن الشوائب كلها، فأرجو أن تبني مثل هذه الأفكار في داخلك بعمقٍ وبشدة، وتكرريها مع ذاتك، مع تحقير الفكرة المضادة كما ذكرت لك.

الشيء الآخر، أنت في حاجةٍ شديدة أيضاً للأدوية العلاجية التي تُزيل الوساوس والاكتئاب، لكن هذه الأدوية إذا لم تلتزمي بها التزاماً قاطعاً فإنها لن تُفيد؛ حيث أنها تعتمد على ما يعرف بالبناء الكيميائي.

الدواء الأول يُعرف باسم بروزاك، والدواء الثاني يُعرف باسم فافرين، ولابد أن يتم تناولها مع بعضها البعض، فابدئي بالبروزاك بواقع كبسولة واحدة في الصباح، والفافرين 50 مليجراما ليلاً، ثم ارفعي جرعة الفافرين بمعدل 50 مليجراما كل أسبوعين، حتى تصل الجرعة إلى 200 مليجراما، وتستمرين على هذه الجرعة لمدة تسعة أشهر، ثم تخفضي الجرعة إلى 100 مليجرام، مع الاستمرار على البروزاك، بواقع كبسولة واحدة في الصباح، وتستمري عليها لمدة ستة أشهر، ثم توقفي البروزاك، وتستمري على الفافرين لمدة ستة أشهرٍ أخرى .

أيتها الأخت المباركة، أرجو أيضاً أن تحرصي على صحبة الأخوات الفاضلات من ذوات الدين، وتناقشي معهن هذه الأفكار، مع التوضيح لهن أن لديك بعض الوساوس، فالمساندة تفيد في مثل هذه الأمور.

أرجو أيضاً أن لا تُعظمي هذه الأفكار السلبية في نفسك، وأن تبحثي عن مواطن الخير التي هي موجودة فيك أصلاً، وتسعي لتجسيدها وتعظيمها.

أسأل الله أن يرفع عنك كل بلاء، وأن يرزقك الصبر والتجلد.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً