الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الخوف من الموت والقلق وآلام في الرأس، فهل حالتي نفسية أم عضوية؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا فتاة، عمري ٢٣ سنة، جديدة معكم، إن شاء الله تكونوا وجه خير علي وعلى جميع السائلين.

بدأت حالتي منذ ٥ سنوات بعد وفاة ٣ من الأقارب، صارت عندي فوبيا الموت، اجتمعت عندي الكثير من الأعراض: (ألم متنقل في الرأس، وهو مستمر إلى يومنا هذا، الإحساس بالموت، الخوف من كل شيء، التعرق، عدم الإحساس بالواقع، ضعف في الجسم، ضعف كثير في النظر)، عملت التحاليل وكانت سليمة والحمد لله، وكذلك الرقية الشرعية، وقد ارتحت بعدها، ونسيت الأمر مع الدراسة، ولكن الحالة كانت ترجع أيام العطلة، حيث أصبح إنسانة أخرى، مع العلم أن الراقي قال لي عندك وسواس شيطاني من الموت.

كل سنة أعمل تحاليل وتكون سليمة، سوى أنه ظهر لدي في العام السابق نقص في الفيتامين (د)، ولكن مع الأدوية صارت حالتي مستقرة.

وعندي مشكلة في ظهري، لأني كنت أحمل الأشياء الثقيلة منذ صغري.

قبل ٥ شهور بعد تخرجي صارت تنتابني أعراض أخرى: ( ثقل في الرأس، دوخة مستمرة، عدم اتزان، رجفة في الرجلين، ضيق في التنفس أحيانا قليلة، جفاف الفم تعرق، خوف شديد، أفكار سلبية، تعب، وجع رأس متنقل، راجعت طبيب الأعصاب، وأخبرني بأن لدي قلق وتوتر وفوبيا، وعملت تحاليل للغدة والسكر، وكلها سليمة، ما عدا CBC ظهر لدي نقص خفيف في كريات الدم الحمراء، يقول الطبيب من الالتهاب الذي عندي، وعملت صورة للسينوزيت كانت سليمة، وطبيب أذن وأنف وحنجرة، قالت بأن عندي حساسية خفيفة، وشمع في الأذن.

راجعت الراقي مرة أخرى، فأخبرني بأن لديّ وسواسا؛ لأني صرت أخاف من الحمام، وأبقى وحدي، وأخاف أن أصلي خشية السقوط، وعندما أكون خارج البيت فإني أكون لاهية، وتزول معظم الأعراض.

أتمنى أن تساعدوني، وتشخصوا حالتي، هل هي نفسية أم عضوية؟ فرأسي يؤلمني وأشعر بثقل ودوخة وعدم توازن.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زهرة اللوتس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

واضح أنك عانيتي من قلق وتوتر ورهاب الموت كما ذكرت بعد وفاة الأقرباء، وتمثل ذلك في شكل أعراض قلق وتوتر جسدية وبدنية، ومن المعروف أن هذه الأعراض منشئها نفسي؛ ولذلك عندما تذهبين إلى أطباء آخرين غير النفسيين ويقومون بإجراء الفحوصات تكون كلها سليمة؛ لأن المنشأ نفسي وليس عضوي.

ونصيحة دكتور طبيب المخ والأعصاب أو طبيبة المخ والأعصاب هي نصيحة في محلها، إذ أن ما تعانين منه نفسي يا أختي الكريمة، وعليك مقابلة طبيبة أو طبيب نفسي ليقوم بإعطائك العلاج اللازم، والعلاج يمكن أن يكون علاجا دوائيا أو علاجا نفسيا، والعلاج النفسي يتمثل في الاسترخاء والدعم النفسي حتى تتخلصين من أعراض القلق والتوتر، والعلاج الدوائي هناك أدوية كثيرة من فصيلة الأس أس أر أيز آثاره الجانبية قليلة، ولا تسبب الإدمان، وتعطى تحت إشراف طبيب نفسي بجرعة محددة لفترة معينة من الزمن، وبعد ذلك يمكنك التوقف عنها.

ونصيحتي أن لا تكثري الذهاب إلى الأطباء غير النفسيين، فإن هذا لا يساعد التخلص من القلق، بل يزيد ويدعم الفكرة أنك تعانين من مرض عضوي، وكل هذا نتيجة القلق والتوتر كما ذكرت.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً