الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي الطريقة المناسبة للتوقف عن الإيفكسور؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا صاحب الاستشارة رقم: (2257004) حالياً آخذ علاج الإيفكسور (فينلافاكسين) لوحده منذ قرابة ثلاثة أعوام، وأرغب في إيقاف العلاج للعودة لممارسة حياتي الطبيعية، كنت قد حاولت إيقافه تدريجيا من حبتين يومياً إلى حبة واحدة لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة لنفس المدة، ثم نصف حبة يوما بعد يوم، ثم نصف حبة يومين بعد يومين، لكن بعد التوقف لم أشعر بتحسن، وأصبح هناك ثقل بالرأس وشعور بالدوخة، وعدم التركيز في أي شيء، أرجو أن تعطوني الطريقة المناسبة لإيقاف الدواء.

حالياً عدت لأخذه نصف حبة يوما بعد يوم، لأنه لا توجد هناك مشاكل مع هذه الجرعة، ولم أعد أذهب للأطباء، لأنه -للأسف- أصبح كل ما يهمهم الكسب المادي، بغض النظر عن صحة وظرف المريض، فأنا لي قرابة السبع سنوات أذهب للأطباء، وكان تشخيصهم حالة هلع وفزع، ولا تحتاج لوقت طويل للعلاج، وأنا -والحمد لله- وضعي الاجتماعي والمادي جيد جداً، لكن أحتاج للتوقف عن أخذ العلاج.

وشكراً لكم على استجابتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ghaith حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الفلافاكسين دواء ممتاز جداً، هو فعلاً يعاب عليه أن التوقف منه قد تنتج عنه بعض الآثار الانسحابية، ولذا فيجب أن يكون هنالك دقة وتأنٍ في عملية سحب الدواء، والمنهج الذي وجدته مفيداً هو أن يكون الانسحاب تدريجياً، وفي ذات الوقت ندخل دواء يمنع الآثار الانسحابية، ويكون الدواء الثاني لا يسبب آثارا انسحابية في ذاته، مما يجعل التوقف عنه سهلاً، أنا كنت أتمنى أن أعرف جرعة الإفكسر التي تتناولها أنت الآن، لأن التخفيض يكون حسب الجرعة.

عموماً أنت الآن -ومما فهمت من رسالتك- تتناول نصف حبة يوما بعد يوم، وهذا إنجاز كبير جداً يمكنك -أخي الكريم- إذا كانت الجرعة المقصودة هي 75 وأنت تتناول نصفها أي 37.5 هنا أقول لك استمر على نفس هذا المنهج لمدة أسبوعين آخرين، وابدأ مباشرة في تناول عقار بروزاك والذي يسمى فلوكستين بجرعة كبسولة يومياً، وبعد انقضاء الأسبوعين اجعل الإفكسر بنفس الجرعة التي تتناولها الآن (وهي افتراضا 37.5) تناولها مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء، لكن تستمر على البروزاك حتى تكمل مدة ثلاثة أشهر في العلاج، وبعد ذلك تجعل البروزاك كبسولة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن البروزاك.

هذه الطريقة ممتازة جداً ونسميها بطريقة التجسير، يعني هنالك جسر تم بناؤه من دواء آخر يخفف وطأة الآثار الانسحابية، هذه أفضل طريقة، وكما تعرف البروزاك دواء سليم جداً وبسيط، ويمنع الآثار الانسحابية، وفي ذات الوقت يعطي -ما شاء الله- ضمانا أن الأعراض المرضية الأساسية لن تعاودك، وفي ذات الوقت هو ليس له أي آثار انسحابية؛ لأنه يتمتع بميزة أن هنالك إفرازات ثانوية تنتج من هذا الدواء وتبقى في الدم لمدة أسبوعين تقريباً حتى بعد التوقف عنه.

أخي الكريم: عش حياة إيجابية، وكما تفضلت لا داعي للتردد على الأطباء، وقطعاً شيء مؤسف أن تكون الأمور المادية والكسب المادي هو المبدأ الرئيسي لدى البعض، لكن قطعاً هنالك من الأطباء من يمارسون ممارسات أخلاقية وجيدة، لا تنس ممارسة الرياضة فهي جيدة جداً ومفيدة وتؤدي إلى البناء الكيميائي الإيجابي، وسوف تفيدك كثيراً في صحتك النفسية والجسدية.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً