الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل توجد حبوب وأدوية نفسية تنفع للإنسان السليم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب، لدي سؤال: هل هناك حبوب نفسية تنفع للجميع، تخفف من القلق والوسواس والحزن؟

سأوضح لك مقصدي: كما تعلم هناك مرطبات للجلد تنفع البشرة مثل: الفازلين لا يحتاج إليها الإنسان السليم، ولكنها تخفف من جفاف البشرة، فهل هناك حبوب وأدوية نفسية تنفع للإنسان السليم؟

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعود حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نرحب بك في استشارات الشبكة الإسلامية.
الحبوب النفسية لها أوصاف ولها مكونات، وهي تقوم بوظائف معيَّنة بجسم الإنسان، وفي دماغه، من أجل تحسين نواقص، أو اضطرابات معيَّنة في موادٍ كيميائية، وإذا كان هنالك اضطراب لمواد كيميائية -أو ما يُسمَّى بالموصِّلات العصبية- هذا يعني وجود علَّة مرضية، كالقلق، كالاكتئاب، كالوسواس، كالمخاوف، وبقية الاضطرابات النفسية والذهانية، لكن قطعًا الإنسان السليم والمكتمل الصحة النفسية ليس لديه هذه الاضطرابات.

إذًا هذه الحبوب لا مكان لها، ولا ننصح أبدًا باستعمالها دون أن تكون هنالك حاجة لها، لا تُوجد حبوب نفسية تُفيد الإنسان الذي ليس بحاجة لها، هذا هو المفهوم الذي أودُّ أن أوصله إليك، والإنسان السليم من الناحية النفسية يمكن أن يطور نفسه أكثر، ويتمتع بصحة نفسية أكثر، وذلك من خلال أن يكون إيجابيًا، أن يكون إنسانًا منظَّمًا ومنتظمًا في إدارة وقته، أن يكون له تطلعات، أن يكون مطمئن القلب، وهذا لا يتأتَّى إلَّا بمخافة الله، وطاعة الوالدين، والتخطيط السليم للحياة، والأكل السليم، وممارسة الرياضة، والتواصل الاجتماعي الصحيح.

بهذه الكيفية يتطور الإنسان حتى وإن كان سليمًا، فالأمر ليس مثل موضوع الفازلين يستعمل من أجل المزيد من ترطيب الجسد حتى وإن لم تكن هناك حاجة له، فالحبوب النفسية لها مكونات ولها وظائف، ولا تؤخذ إلَّا لأسباب ولحالة معيَّنة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً