الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد تحسنها من مرض الظنان أصبحت والدتي تصرخ بصوت عال فجأة دون سبب!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

والدتي كانت تعاني من مرض الذهان أو الفصام "لا أتذكر تشخيص الطبيب لحالتها" لعشر سنوات، حيث كانت منعزلة، ولا تخرج من غرفتها، وتشك أن والدي يكرهها، ولا تريد البقاء معه، فتطورت حالتها لدرجة أنها طلبت الطلاق، ولم يستجب والدي، وقد تطورت أكثر فوصلت لمرحلة أني طلبت من والدي فعل ذلك -والحمد الله- أنه لم يطاوعني، حتى أحفادها لا تتفاعل معهم، ولا تعبرهم.

بالطبع خلال تلك السنوات ذهبنا بها لمشايخ وللمستشفى فسألتها الطبيبة ماذا بك؟ قالت لا شيء، فاكتفت الطبيبة -هداها الله- بكلامها، وقالت لا تشكو من شيء، فذهبنا بها لطبيب نفسي خارج المملكة قبل سنتين ونصف فأعطاها انفيجا 6 وسيمبالتا، والحمد لله تحسنت حالتها جدا، وذهبت جميع تلك التداعيات حتى أنها اعتذرت للوالد، وأحفادها الآن حولها تداعبهم، وأصبحت تنصحني فيهم ، فالحمد لله-.

سؤالي: من ضمن التداعيات أنها فجأة تصرخ بصوت عال تخرج صوتا دون سبب، وما زال ذلك موجودا، ولم نجد حلا لذلك، حيث إنها تتحرج من هذا الأمر، ورجعنا للطبيب فذكر أن استمرارنا بالعلاج سيذهب الصوت، ولكن الصوت مازال مستمرا معها، فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نادر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله تعالى لوالدتك العافية والشفاء، وبالفعل حالتها حالة شكوكية ظنانيَّة، وهي تأتي تحت مسمَّى أمراض الظنان الفصامية، وهو نوع من الذهان، لكنه يُعتبر أفضل الأنواع وأكثر استجابة للعلاج بصورة ممتازة، وهذا واضحٌ وجليٌّ في حالة والدتك، فأرجو أن تستمروا على العلاج، وتُشجِّعوها على ذلك.

بالنسبة للصوت الذي يخرج: هذا ربما يكون نتيجة أنها تسمع صوتًا؛ لأن بعض مرضى الفصام الظناني الذهني قد يسمعون هلاوس سمعية، فربما يكون استجابة للصوت، هذا احتمال.

الاحتمال الآخر: أنها مجرد وسيلة تلقائية لتستشعر بها نفسها.

والاحتمال الثالث: أنه ربما يكون تصرّفًا غير طبيعي أو بهدف لفت النظر، وهذا جزء من الذهان.

استمرارية العلاج بالفعل يمكن أن تُفيد الوالدة، والوسائل العلاجية الأخرى هي أن تُناقش: ما هذا الصوت؟ لماذا يحدث لك؟ ما الذي يسبقه؟ وأن يُوضّح لها أنه من الناحية الاجتماعية غير مقبول، وأنها حين تحسّ بأن هذا الصوت آتٍ فيمكن أن تقوم بفعل آخر، كأن تأخذ نفسًا عميقًا مثلاً، وهذا يُسمَّى صرف الانتباه... وهكذا.

أيضًا تجاهل مثل هذه التصرفات، أي لا تعروا الموضوع اهتمامًا، ربما يجعل هذا التصرف من جانب الوالدة يختفي تمامًا -إن شاء الله تعالى-.

هذه هي الحلول، والمهم جدًّا الاستمرار على الدواء، وتحفيزها على التحسن كما ذكرتُ لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً