الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

آلام في المعدة سببها الحموضة، فهل يمكنكم توضيحها لي؟

السؤال

السلام عليكم.

أولا أشكركم جزيل الشكر على إعطائي مثل هذه الفرصة لأعبر فيها ما يخالج صدري من الآلام.

أنا شاب عمري 34 سنة، بدأت معاناتي تقريبا في عمر العشرين، كنت طالبا جامعيا بعيدا عن الأهل، بحيث عانيت كثيرا في ما يخص الموازنة بين الدراسة وإعداد الطعام، فكنت آكل أي شيء في الخارج، لعدم وجود الوقت الكافي، ولعدمي براعتي في الطهي.

في تلك اللحظة كنت شغوفا بممارسة كرة القدم، ولاحظت مرارا أنني كلما مارستها أشرب الماء فيرتجع شيء منه كلون القهوة، ويكون البراز أسود -أعزكم الله- مع نبض شديد في البطن -المشكلة فقط في حالة ممارسة الرياضة-.

في الأول لم أعر الموضوع اهتماما، إلى أن بدأت أتصفح أنذاك الأنترنت، فارتعبت لما علمت أن ذلك من أعراض التهاب أحد مكونات الجهاز الهضمي، لكنني لم أستطع الذهاب إلى طبيب اختصاصي؛ مخافة أن يصدمني بمرض خطير -عافاني الله وإياكم-.

ذهبت إلى طبيب عام ليكشف عن معدتي، وأنا لم أكشف له عن ما يقع أثناء الرياضة، وكان يعطيني أدوية الحموضة والقولون العصبي.

لم أتحمل العذاب النفسي الذي عشته لأربع سنوات، فذهبت إلى طبيب مختص، وبعد إجراء الفحوصات الأولية -والحمد لله- كانت جيدة، قال لي: لا بد من منظار، ما إن سمعت المنظار حتى رفضت خوفا من مرض خطير، فأعطاني برازول وأدوية للحموضة.

بعدها بثلات سنوات أخرى من العذاب قررت أن أعمل منظارا دون تخدير؛ كي أسمع ما يقول الطبيب وأرى بنفسي ما يفعله، وبعد الانتهاء منه قال: أنه عندي التهاب بسيط ما بين المعدة والمريء، وأعطاني أدوية للحموضة، ارتحت نفسيا بعدها.

قبل 7 سنوات إلى يومنا هذا بدأت أحس بألم بين الكثفين أعلى الظهر، وبعد أن أعدت البحث مجددا في النت وجدت أنه من أعراض سرطان المريء أو الاثني عشر -عافانا الله جميعا-، فقدت تلك الراحة، وعشت سنوات من الاكتئاب، استعملت خلالها جميع أنواع أدوية القلق والاكتئاب، وقبل أسبوعين أخذت العلاج الثلاثي دون عمل تحاليل، فشعرت بتحسن، لكن بدأ الألم يعود تدريجيا.

إن أطلت عليكم فلعلمي بأن الدكاترة الأعزاء يدققون في التفاصيل قبل الإجابة، أطلب من الله أن يجعله في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فحسب الأعراض الواردة في الاستشارة القديمة والحديثة, فإنها تتماشى مع الالتهاب في جدار المعدة، أو زيادة حموضة المعدة، وإن التنظير الهضمي قد أثبت هذا التشخيص, ومما يؤكد ذلك أيضا تحسن الأعراض باستعمال الأدوية المعالجة لحموضة المعدة.

لذا لا يوجد أي شيء يدعو للقلق من ناحية هذه الأعراض, وبما أنك قد بدأت بالعلاج الثلاثي، فيمكنك الاستمرار به حاليا, وستتحسن الأعراض تدريجيا -بإذن الله تعالى-.

كما ينصح بالالتزام بالحمية الغذائية المناسبة لأعراض حموضة المعدة، إذ ينصح:
- بتناول الطعام ببطء، مع المضغ الجيد؛ لأن ذلك يؤدي للهضم الجيد وتجنب الحموضة والغازات.
- تناول قطعة من الخبز، أو قطعه من البسكويت السادة صباحا على الريق؛ لأنها تساعد على تخفيف الحموضة المعدية الصباحية.
- تجنب الأطعمة الدسمة والمقليات، والأطعمة الغنية بالبهارات، أو الفلفل والشطة.
- تناول وجبات صغيرة ومتعددة عوضا عن وجبتين، أو ثلاث وجبات كبيرة.
- التخفيف قدر الإمكان من المشروبات الغازية والقهوة والشاي.
- التخفيف من شرب السوائل أثناء وجبات الطعام.
- عدم النوم بعد الطعام مباشرة، وإنما الانتظار على الأقل من ساعتين إلى ثلاث ساعات بعد آخر وجبة.
- ارتداء الملابس الواسعة؛ لأن الملابس الضيقة تزيد من الضغط على المعدة، وتزيد من الارتجاع المريئي.

نرجو لك من الله دوام الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً