الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طفلي بلغ الخامسة من عمره ولا يزال يبول وهو نائم!

السؤال

السلام عليكم.

وفقكم الله عما تقدمونه من عمل رائع، فأكثرنا بحاجة لإجابات عن كثير من الأسئلة، وفي هذا الموقع -والحمد لله- توجد الحكمه والإيمان، فشكراً لكم.

ابني بعمر 5 سنوات ونصف، الله يبارك لنا فيه، ومشكلته أنه يتبول أثناء النوم، وقد قرأت استشارت أنه لا بد أن نعطيه أدوية. علماً أنه في بعض الأيام يستيقظ ولا يكون في "الكلوت" شيء، ثم يعود كما كان، مع أني جربت معه وسيلة المكافأة إذا لم يقم بشيء، ولم تنفع، فبعد أن يحصل على ما يريد يعود مجدداً.

كما جربت معه العنف وتهديده ولم تنفع، فأرجو أن تدلوني على طريقة صحيحة لتعليمه، لأني ألاحظ أن ابني يتحسن مثلما أوضحت ولكن على فترات.

وجزاكم الله ألف خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ maky حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مشكلة التبول اللاإرادي أثناء النوم منتشرة جداً، وقلما تجد عائلة ما وليس لديهم مثل هذه المشكلة.

لا يوجد سبب مباشر لهده الظاهرة إلا عدم نضج مركز التحكم في البول، ومركز الاستيقاظ من النوم للتبول.

الغالبية العظمى من مثل ابنك ليس لديهم أية أمراض عضوية مسببة لهذه الظاهرة، ويوجد عدد مقدر منهم يكون أباؤهم أو أعمامهم قد عانوا من نفس المشكلة في صغرهم.

تصيب هذه الظاهرة الأولاد بمعدل أكبر بكثير من البنات، ولعل المهم هنا هو التأكيد بأن هذه الظاهرة لا ذنب للطفل أو الوالدين فيها.

ليس هناك أية مسببات نفسية أو اضطرابية عند الطفل السليم، فهذه الظاهرة تتحسن كلما تقدم العمر بالطفل، فمثلا يعاني 15-20 % من الأطفال في سن الخامسة من التبول اللإارادي عند النوم، وتبدأ هذه النسبة في الانكماش إلى أن تصل إلى 5-10 % في سن العاشرة إلى 1-5% في سن الخامسة عشرة.

تجدر الإشارة هنا إلى أن معاقبة الطفل أو إشعاره بالنقص أو الجرم عند تبوله لاإرادياً يمكن أن يؤدي إلى عواقب نفسية شديدة.

دعونا نتناول هذا الأمر بهدوء، وصبر على هؤلاء الأطفال، والنوم العميق جداً والثقيل بحيث أنه يصعب عليهم الاستيقاظ بسرعة.

يبدأ مشوار العلاج بالذهاب لزيارة طبيب الأطفال المختص في مثل هذا الموضوع أو إلى طبيب الأطفال للمسالك البولية، والذي سريعاً ما يمكنه من معرفة أن الطفل لا يعاني من أية أمراض عضوية قد تكون مسببة لهذه الظاهرة.

يتكون العلاج من تفهم الوالدين لهذه الظاهرة وقبولها، ويمكن إجراء بعض التعديلات لسرير الطفل كتغليف المرتبة بالنايلون، والذي يسهل عملية التنظيف.

كما أن الطفل يجب عليه التقليل من شرب السوائل لمدة 3 ساعات قبل النوم -مهم جداً ملاحظة أن يشرب الطفل ما يكفيه من سوائل في فترتي الصبح و العصر إلى المغرب مثلاً-.

كما يجب امتناع الطفل من تناول العصائر الحامضية والمحتوية على الكافايين قبل النوم.

يجب نصح وتعويد الطفل أن يستجيب لنداء المثانة للتبول، وعدم حبس البول لفترات طويلة، ولعل معدل الذهاب لدورة المياه مرة كل ساعتين خلال اليوم والليلة وحتى موعد النوم يكون مناسباً جداً.

يجب على الطفل الذهاب إلى دورة المياه مباشرة قبل النوم، حتى وإن لم يراوده الشعور بالرغبة في التبول، ويجب على الوالدين إيقاظ الطفل للتبول مرة أو مرتين عقب نومه.

يمكن استخدام نظام التوظيف المعنوي الموجب بالهدايا، وذلك بنصح الطفل أن يحضر بنفسه جدولاً بجميع ليالي الشهر وتعليم الليالي ذات الحوادث والليالي الجافة، وتزيد الهدية بزيادة عدد الليالي الجافة.

في الغرب يستطيع المرء شراء منبه يشتغل عند بداية حدوث البلل، مما يؤدي بالطفل إلى الربط بالحاجة للتبول، والاستيقاظ للذهاب إلى دورة المياه، والتبول بدلاً من تبوله اللاإرادي.

هناك أدوية فعالة لجعل الطفل يقضي ليله بصفة جافة، مثل عقار الدسموبروسين إلا أن هذا الأخير يجب ألا يعطى للأطفال ممن يقل عمرهم عن السابعة.

كذلك هناك دواء ثان يسمى الاميبرامين، وتجدر الإشارة هنا إلى أن خبرتي في هذا الموضوع تعود إلى سنين عدة وأن الغالبية العظمى من هؤلاء الاطفال تذهب عنهم هذه الأعراض في وقت ما.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً