الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوسواس القهري يمنعني عن الإقلاع عن التدخين

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من الوسواس القهري الشديد، حيث يمنعني من الإقلاع عن التدخين، فأنا مدخن شره، أدخن أكثر من 40 سيجارة يومياً.

أردت الإقلاع عن التدخين فورا ونهائياً إلا أن أبي أقسم بالله أني لن أستطيع تركه إلا تدريجياً، كلما أردت الإقلاع فوراً ونهائياً تأتيني الوساوس أنني إذا أقلعت فورا ونهائياً فإن أبي سيكون له ذنب أمام الله لأنه أقسم أنني لن أقلع عن التدخين إلا تدريجياً.

إن صحتي في تراجع ملحوظ جراء التدخين، وأريد تركه دون تدرج، ولكن الوسواس يمنعني، مع العلم بأنني مصاب بالوسواس القهري منذ سنوات، ولقد أفسد حياتي، وجميع أنواع الوساوس أصبت بها.

أريد النصح بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هناك جانبان منفصلان في استشارتك، الوسواس القهري والتدخين، الوسواس القهري وسواس قهري معروف – أخي الكريم – له أعراض معيَّنة، وله علاج مُعيَّن.

أمَّا التدخين والاستمرار فيه فهو نتيجة إدمان مادة النيكوتين، ولا علاقة له بالوسواس القهري، أنت مستمر في التدخين بهذه الشراهة وإدمان للنيكوتين شديد، لأنك تدخن أربعين سيجارة في اليوم، ومشاكله معروفة، يزيد نسبة حدوث سرطان الرئة، ويزيد من نسبة حدوث الذبحات الصدرية، والأمراض الصدرية الأخرى.

والإقلاع عن التدخين – أخي الكريم – يتم بالتوقف عنه كُلِّيًا وليس بالتدرُّج، وأنا على ما أعتقد طالما أنك تُدخن أربعين سيجارة يوميًا فقد تحتاج إلى علاج فيما يُعرف ببدائل النيكوتين، تتوقف عنه نهائيًا وتستخدم إحدى بدائل النيكوتين مثل اللصقات التي تُوضع تحت الجلد، أو بخاخ النيكوتين التي يمكن أن تستنشقها عن طريق الأنف، هذا من ناحية التدخين.

الوسواس القهري طبعًا علاجه بالأدوية، مضادات الـ (SSRIS)، أو العلاج السلوكي المعرفي.

أما بخصوص حلف أبيك: فعالج نفسك - أخي الكريم – وليذهب أبيك لأخذ فتوى في حلفه وقسمه، وحتى لو اضطر أن يصوم حتى يبرّ بحلفه، يجب أن يستفتي أحد المشايخ في هذا الشأن، ولكن أهم شيء هو أن تُعالج نفسك من التدخين ومن الوسواس القهري بالطريقة التي ذكرتها لك.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً