الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعرفت على فتاة لأتزوجها وأريد أن أغير طبعها إلى الأحسن

السؤال

السلام عليكم
من الشرف لي الاستفادة من خبرتكم في التعامل مع مختلف المواقف.

أنا شاب في العشرين من عمري أحب فتاة أكبر مني ببضعة شهور، وهي تبادلني نفس الشعور، وتحدثت مع أهلي، وإن شاء الله عما قريب سيصبح الأمر رسمياً.

أعاني من بعض الأمور في التعامل معها، وأحب أن أغير من طباعها، والأمر يخص أن فتيات هذه الأيام تحب نشر صور لها على (الواتساب) في وجود أشخاص أجانب أو أقارب من بعيد.

الهزار بالضحك والخروج مع الأقارب ومن هم في نفس الفئة العمرية، وعند النصيحة دائماً يكون الرد بأني أغلق عليها في كل شيء وتحزن!

ماذا أفعل في مثل هذه الأمور؟ وكيف أوظف صفة النخوة بشكل صحيح وأزيد من حيائها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abdelrahman حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً وسهلاً بك -أخي الكريم- ونسعد أن نقدم لك ما يكون فيه نصح لك فيما نراه مناسباً.

- أحيي فيك غيرتك، وحرصك على أن لا تظهر صور من ستكون شريكة حياتك للآخرين، وهذا يدل على صفة حميدة، هي من صفات المؤمن، استمر على هذه الصفة، وحافظ عليها ففيها خير عظيم، ولك فيها أجر عند الله تعالى، فعَنِ الْمُغِيرَةِ قَالَ: قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: لَوْ رَأَيْتُ رَجُلًا مَعَ امْرَأَتِي لَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْف ِغَيْرَ مُصْفَحٍ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: "أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ، لَأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ، وَاللَّهُ أَغْيَرُ مِنِّي" رواه البخاري برقم 6846.

الغيرة قال عنها عياض وغيره: "هي مشتقة من تغير القلب وهيجان الغضب بسبب المشاركة فيما به الاختصاص، وأشد ما يكون ذلك بين الزوجين".

- لقد أحسنت في الإنكار على خطيبتك فيما تقع فيه من مخالفات في إنزال صورها للآخرين، وغير ذلك مما ذكرت، وعليك أن تعطيها فرصة من الوقت فإن تركت هذه المنكرات، ومنها أيضا التواصل معك واللقاءات معك، فهذا غير جائز لأنك ما زلت أجنبياً عنها، ولم تعقد عليها عقداً شرعياً، ولكن إذا علمت عنها أن تركت ما كانت عليه، وعلمت عنها الصلاح والتقوى، فيمكنك عند ذلك مواصلة المشوار والاقتران بها.

أما إذا أصرت على ما هي عليه، فدعها وستجد بإذن الله تعالى أحسن منها جمالاً واستقامة، وخذ بوصية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال: (تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ".رواه مسلم برقم 1466.

قال النووي شارحاً للحديث "إن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بما يفعله الناس في العادة فإنهم يقصدون هذه الخصال الأربع، وآخرها عندهم ذات الدين، فاظفر أنت أيها المسترشد بذات الدين ".

ومعنى تربت يداك أي " لصقتا بالتراب، وهي كناية عن الفقر، وهو خبر بمعنى الدعاء، لكن لا يراد به حقيقته"، فالإنسان الذي يتزوج امرأة غير صالحة يحصل له فقر ومذلة وانحراف في حياته، ولكن إذا تزوج بامرأة صالحة، فإنه يسعد في الدنيا والآخرة.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً