الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخي يعاني من نوبات هياج لا ندري أهي بسبب الإدمان أم أنه مريض نفسي؟

السؤال

السلام عليكم..

أخي يعاني من مرض اضطراب وجداني ثنائي القطب، ولأنه يدمن المخدرات لم نكن نعلم بأنه مريض، وجاءته نوبة شديدة، وأخذ 6 جلسات كهربائية وأدوية، ورفض الاستمرار في العلاج لأنه تحسن لمدة 4 سنوات.

الغريب أنه تأتيه هذه النوبات عندما يقبل على الزواج، عمره الآن 43عاما، وارتبط أكثر من مرة، ولكن فجأة بدون مقدمات ينهي الارتباط، وتأتيه نوبات هياج شديد، والمحير أنه يكون متزنا في أوقات وأوقات لا، ولا نعرف إن كان مريضا بالفعل أو مدمنا؟ فكيف نساعده.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ kadega حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية إمَّا أن يأتي بنوبة هوسٍ، حيث تكون الحركة شديدة، والانفعال شديد، وعدم النوم، والإحساس بالأهمية، والمشاريع الكثيرة وصرف الأموال، وإمَّا أن يأتي في شكل اكتئاب، حيث الحركة قليلة، والحزن الشديد، وعدم الاهتمام بالنفس.

وعلاقة الاضطراب الوجداني بالإدمان أو بالمخدرات علاقة مُعقَّدة، قد يلجأ الشخص أحيانًا إلى تناول المخدرات في نوبة الاكتئاب، ظنًّا منه أنها ستُخلِّصه من الاكتئاب، أو قد يتناول المخدرات في نوبة الهوس، حيث لا يكترث الشخص في هذه النوبة، ويمكن أن يبدأ تناول أو شراب المخدرات لأول مرة. أو قد يكون الإدمان مرضًا في حدِّ ذاته مصاحبًا للاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، وهنا يُسمَّى الشخص (يعاني من التشخيص المزدوج)، أي اضطراب الوجداني ثنائي القطبية وإدمان المخدرات.

طبعًا أهم شيء هو علاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، لأنه إذا لم نُعالج الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية لا يمكن علاج الإدمان بأي صورة من الصور، وعلاج الاضطراب الوجداني في مثبتات المزاج، مثبتات المزاج عند النوبة، ومثبتات المزاج بعد النوبة كنوع من الوقاية، وأنا أتفق معك أن الزواج قد يكونُ سببًا في حدوث نوبة الهوس، لأن الزواج فترة ضغط نفسي وتفكير، بالرغم من أنه مناسب سعيدة، لكنه يمثِّلُ للشخص ضغطًا نفسيًا وتفكيرًا.

ما عليكم إلَّا المحاولة مع أخيكم عندما تذهب عنه النوبة، بأن تقنعوه بالاستمرار في مثبتات المزاج، كنوع من الوقاية، وعندما يعزم على الزواج يمكن زيادة الجرعة قبل الزواج، ويمكن إعطائه حتى مُهدِّئات، حتى يتخطَّى هذه الفترة، ولكن أهم شيء في الأمر – طالما حدثت له عدة نوبات من الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية – أهم شيء أن يتناول مثبتات المزاج باستمرار لمدة لا تقل عن خمس سنواتٍ كنوع من الوقاية.

وفقكم الله وسدد خطاكم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً