الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طفلي يعاني من القلق والخوف والانفصام، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم
جزاكم الله كل خير على هذا الموقع الخيّر والمفيد.

ابني بعمر 7 سنوات و10 أشهر ذكي وسريع الفهم والحفظ الحمد لله، لكن شخصيته قلقة ومهزوزة ودائم الخوف، يخاف من الحشرات البسيطة كالفراشة وغيرها، يخاف من مواجهة الكبار، مثل الأساتذة حتى إن كان مظلوماً أو أحد التلاميذ أخذ منه إحدى أدواته لا يستطيع أن يشتكي للأستاذة، يخاف من ردة فعلها.

علماً أنه عنيد داخل المنزل وعصبي، ويخاف من الظلام والجن وحكايات الرعب التي يرويها له أصدقاؤه، كما أنه ما زال يتبول لا إرادياً أثناء النوم.

في السادسة من عمره ظهرت عليه أزمة تنفسية tic nerveux كأنه يفعل (أحم أحم) لأن عمه رماه في البحر من باب المزاح، عندها أصابته الأزمة وكأنه يختنق، بعدها اختفت، وبعد مدة عوضها بأزمة حركية على مستوى الأنف ثم اختفت بعد مدة.

علماً أني كنت دائماً أنهاه عن فعلها، لأني لم أكن أعلم بأنها لا إرادية.

بعد مدة استبدلها برفرفة عيونه، وكنت أضغط عليه كثيراً في تحسين خطه وتسريع كتابته التي تراجعت نتيجة تغيير مسكت القلم، ثم صاحبتها أزمة (أأ أأ)، وكان ذلك صيفاً بعد أول يوم له في الشاطىء، ثم ذهبت إلى طبيب اختصاصي في الجهاز العصبي، لأني خفت أن تكون أعراض متلازمة (توريت)؛ فأكد لي الطبيب أنها ليست كذلك، وقام بوصف دواء haloperidol قطرات 5 قطرات صباحا و5 قطرات مساء لكن قلبي لم يطمئن رغم تحسن الحالة بنسبة 98% فذهبت إلى اختصاصية في طب الأطفال العصبي فأكدت لي أن الحالة نفسية، وأنه يعاني من القلق ودائرة مخاوفه الوقتية.

علماً أنه يعاني من نقص في الحديد والكالسيوم والمنغزيوم، وأتابع معه الفيتامينات والمكملات الغذائية الضرورية، بالإضافة إلى جلسات نفسية عند psychologue، ورغم ذلك بين فترة وأخرى قصيرة أو طويلة يصدر حركات ويقول لي بأن لديه عقدة أو كرة صغيرة داخل عنقه تدور، وأحياناً يقول: إنه يشعر بحرارة في عنقه، لذلك يصدر تلك التعهدات والأصوات ويحرك أحياناً عنقه، ويصاب من أزمة لأزمة أخرى.

المرجو إفادتي دكتور فأنا قلقة كثيرا وأعرف أني كلما طالبته بالتوقف عن فعل ذلك تزداد حدة الأزمات وكلما خاف تعاوده الأزمات!

أرجو أن تكون مخاوفي ليست في محلها! علما أني شخصية عصبية كثيرا وأصرخ في وجهه وأعاقبه بالضرب والمقارنة مع أصدقائه وأندم على ذلك وأعتذر منه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نعمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على الثقة في إسلام ويب، وأسأل الله تعالى لابنك العافية.

أود أن أبدأ بما انتهيت أنت إليه، وهو أنك تقومين بضرب الطفل وتصرخين في وجه، ثم بعد ذلك يكون الندم، لا شك أن ضرب الطفل في هذا العمر يعزز كثيراً من ضعف شخصيته ومخاوفه، هذه نقطة استوقفتني كثيراً، ومهما كانت تصرفات الطفل يجب أن يكون عندك درجة من التحمل وأن تعرفي أنك تلحقين الأذى بابنك.

إن إسقاط الغضب بهذه الكيفية على الطفل أمر غير مقبول، أيتها الفاضلة الكريمة، وهذه النقطة العلاجية الأولى التي يجب أن تنتبهي لها، وتتخذي كامل التحوطات أن لا تضربي ابنك حتى مجرد الغضب في وجهه من خلال إبداء تعابير وجه غير محببة للطفل أو غير حيادية على الأقل، هذا فيه الكثير من التنفير والتخويف للطفل.

هذا الابن -حفظه الله- لديه أصلاً قابلية للمخاوف، وأتصور أنه يفتقد للأمان النفسي، والتبول ألا إرادي في هذا العمر، ويوضح ذلك بصورة جلية، هذا الابن يحتاج منك لأشياء أساسية وبسيطة، وأنا أعرف أنك على إدراك لها، لكن لا بد أن أذكرها لك.

أولاً: يجب أن تعززي السلوك الإيجابي لديه.

ثانياً: يجب تجاهل السلوك السلبي بقدر المستطاع.
ثالثاً: تطوري من مهاراته خاصة داخل المنزل، وأول ما تبدئي به هو أن تعطي الطفل نوعاً من المهام القيادية داخل المنزل، هذا يساعده كثيراً أن يشاد به، أن توكل له بعض الأمور، أن يتعلم كيف يرتب خزانة ملابسه، ويعد سريره في الصباح عند الاستيقاظ من النوم، هذه أشياء مهمة جداً، حتى وإن كانت بسيطة وإن كان له إخوة أصغر منه نعطيه بعض الصلاحيات ليساعدهم ويشرف عليهم.

يجب أن يكون قريباً لوالده يذهب معه إلى الصلوات، نستشيره في بعض الأمور التي تناسب سنه، وأقصد بذلك استشارته حتى في الشؤون الأسرية.

كذلك يجب أن يلاعبه والده بما يناسب سنه، هذه أشياء مهمة وضرورية، وهي خط العلاج الأول من وجهة نظري، ويجب أن لا ننتقد الطفل خاصة فيما يتعلق بالتبول اللإرادي، ننصحه بكل ود ولطف أن لا يتناول السوائل بعد الساعة 6 مساء، أن يمارس رياضة تقوي عضلات البطن، كرياضة نط الحبل مثلاً، أن نعطيه فرصة لأن يعرف كيف يحبس البول في أثناء النهار ليعطي فرصة للمثانة لأن تتسع، نعلمه أن يفرغ مثانته بالكامل قبل النوم هذه أمور تدريبية بسيطة جداً، وعلى مستوى المدرسة تواصلوا مع المعلمين لكي يعطوه شيئاً من الاعتبار والتحفيز والتشجيع، أعتقد أن هذه هي الأسس العلاجية، وأرجو أن تواصلي مع المعالجة النفسية.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.. وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر عندليب الاسمر

    فعلا عندك حق جزاك كل الخير والحمد لله على نعمة
    الاسلام

  • أمريكا مصطفى علي

    جزاكم اللة خيرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً