الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علموني كيف أجيد علاقاتي وأستفيد من الوقت والحياة؟

السؤال

السلام عليكم

أكتب على أمل أن أعالج الأزمة النفسية التي أمر بها.

أنا فتاة بعمر 23 سنة، متزوجة وعندي طفلان، لا أفهم الخلل أين هو بالضبط في حياتي؟! طفولتي كانت طبيعية في المنزل، فأنا أصغر إخواني لكن علاقتي بهم سطحية جداً، فكل واحد كان مشغولاً بنفسه وأصدقائه.

أنا لم يكن لدي أصدقاء كثر، وكنت أظن أن هذا طبيعي؛ لأني صغيرة في السن، وعندما أكبر علاقاتي ستصبح أقوى، وبعد أن تزوجت وأنجبت ابني الأول أصبحت أكثر حساسية تجاه موضوع الصداقات، وانتبهت أني ليس لدي أشخاص يحبوني، وأحس معهم أني شخص مهم جداً في حياتهم، يعني أنا مثل أي شخص، وهم مجبورون أن يتعاملوا معي، سواء في الأسرة أو الجامعة.

علموني كيف أجيد علاقاتي؟ غير النصائح التي تتحدث عن الابتسامة، وحب الخير للناس ومساعدتهم، أنا أفعل كل هذا، وأسعى جاهدة لإرضائهم، وأصبح الأمر مرهقاً، وبالنسبة للآخرين تعاملي معهم بتملق.

لقد أدركت أني ضحلة التفكير وضحلة الثقافة، وهذا عمق في داخلي إحساس الفشل، وعدم الفائدة من حياتي، وربطت عدم حب الناس بقلة ثقافتي، وقلة خبرتي في الحياة.

منذ سنة وأنا أعاني من الحرب الداخلية، جلد للذات غير طبيعي، وحاولت أن آخذ نقاط ضعفي وأطورها، وبدأت بقراءة الكتب، ولكن دائماً أردد أنا لن أستفيد، وهذه المعلومة ستطير من رأسي بعد إغلاق الكتاب مباشرة، وأنا لست ذكية لا أستطيع التفكير ولا التحليل! كلما فكرت في تطوير ذاتي تهاجمني هذه الأفكار حتي عندما أفكر في التقدم إلى الوظيفة تأتي هذه الأفكار.

هذا التحطيم الذي أعيشه يؤثر على جوانب كثيرة وأساسية في حياتي، أولها أولادي وبيتي، فأرجو أن أنضج وأتعامل مع مشاكلي من دون أن أحسسهم بضيقي؛ حتى أستطيع تربيتهم تربية سليمة بلا عقد، وأتعلم كيف أقدر ذاتي وأحترمها، حتى يحترمني أولادي.

أرجو الإفادة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عمار حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

اعلمي وفقك الله، أن التفكير السلبي يؤثر على طبيعة الشخص وطريقته في الحياة، فعلى الشخص أن يكون تفكيره حول نفسه إيجابياً، وأن يبني فيها الثقة، وأن يقطع التفكير السلبي حولها كلما خطر في باله، فأفضل علاج له عدم الاستمرار فيه.

لذا فإن مشكلتك تكمن في ضعف الثقة بالنفس والاسترسال مع خواطرها السلبية، وتعاني من فراغ عاطفي، وعلاج ذلك سهل بإذن الله إذا اتبعت الخطوات الآتية:

يجب عليك أن تعززي الثقة بالله سبحانه، وتتوكلي عليه، وأحسني الظن به، فالخير بيده سبحانه فيما منحنا من النعم والتوفيق والخير منة وكرم وفضل منه، ليس بتدبيرنا ولا بذكائنا، نحن نأخذ بالسبب فقط والله سبحانه خالق المسببات، فلا تفكري كثيراً بالمستقبل، بل أحسني الظن بالله، وخذي بالأسباب، وارضي بما قسم الله لك، ولن يكون إلا ما أراد الله سبحانه.

ما يحصل لك أحياناً من حوار مع نفسك يجب أن يكون موقفك منه إيجابياً، فلا تستسلمي لخواطر النفس السلبية، مثل: (ترديدك أنا لن أستفيد، وهذه المعلومة تسيطر في رأسي بعد إغلاق الكتاب مباشرة، وأنا لست ذكية لا أستطيع التفكير ولا التحليل)، بل ادفعيها بقوة، وحدثي نفسك بعكسها تماماً، وأقنعي عقلك اللاواعي بأنك قادرة على التحليل وذكية و...الخ.

كرري ذلك كلما جال في خاطرك مثل هذه الأفكار، وأشغلي نفسك بالطاعة والعمل الصالح، وعليك بالذكر وقراءة القرآن والاستغفار، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء؛ فهذه الأعمال مما تقوي النفس وتدفع عنها الضنك والكسل وتمدها بالانشراح والحيوية.

عليك بالدعاء والتضرع إليه والالتجاء إليه، فإن الدعاء باب عظيم لحل المشكلات، ولا بأس بحضور دورات التنمية الذاتية الآمنة والاستفادة منها والتدرب العملي عليها.

عليك بالبحث عن رفقة صالحة ناصحة إيجابية التفكير مع الأخوات، وتستفيدين من الخلطة بهن، وتقضين على انطواء النفس، ويحصل لك التأثر بصفاتهن الجيدة، ولا بأس بالتحاور معهن، والنقاش حول بعض المشكلات، حتى تتقوى لديك الثقة بنفسك، وتنطلقي بمشاريعك، وإن شاء الله سبحانه تتحسن حالتك ويذهب ما بك، وتعتنين بأولادك، وتربيهم التربية الصحيحة.

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك ويعافيك من كل داء يؤذيك ويوفقك لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً