الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هو أحسن علاج للقلق والتوتر والوساوس والاكتئاب؟

السؤال

السلام عليكم
أشكر موقع إسلام ويب، وجميع العاملين به، على هذه الخدمة الجميلة، كما أشكر الدكتور المحترم محمد عبد العليم، على مساعدته لنا.

- هل يجوز الجمع بين دواء سبرالكس 10 مع الريميرون 15 لعلاج القلق والتوتر والوساوس، وأعراض الاكتئاب والمخاوف، وعسر المزاج أم لا يجوز ذلك؟

- وهل يجوز الجمع بين دواء ايفكسر 150 مع سيرتيرالين 50 مع سوركويل 50 لعلاج القلق والتوتر والوسواس، وأعراض الاكتئاب والمخاوف وعسر المزاج أم لا يجوز ذلك؟

- وهل يجوز الجمع بين دواء سبرالكس 20 مع دواء سوركويل 50 أو 100 لعلاج القلق والتوتر والوساوس وأعراض الاكتئاب والمخاوف وعسر المزاج أم لا يجوز ذلك؟

- وهل هناك تعارض بين أدوية النقطة الأولى والجرعة المذكورة فيها إذا كان هناك تعارض أو الجرعة خطأ؟ فأرجو التصحيح، وهل هناك تعارض بين أدوية النقطة الثانية والجرعة المذكورة فيها؟ وإذا كان هناك تعارض أو الجرعة خطأ فأرجو التصحيح، وهل هناك تعارض بين أدوية النقطة الثالثة والجرعة المذكورة فيها؟ إذا كان هناك تعارض أو الجرعة خطأ فأرجو التصحيح.

- أيهما يأتي بالدرجة الأولى وأيهما يأتي بالدرجة الثانية وأيهما يأتي بالدرجة الثالثة (النقطة 1 أم 2 أم 3 ) لعلاج القلق والتوتر والوسواس، وأعراض الاكتئاب والمخاوف وعسر المزاج؟

- وما هي الأضرار على الجسم والدماغ التي تسببها الأعراض الانسحابية للأدوية النفسية في حال تركها دون تدرج؟

الريميرون وبعض الأدوية النفسية تسبب زيادة كبيرة في الوزن، كما تعلم يا دكتور محمد، فهل هذه الزيادة في الوزن ناتجة من الأكل أم من تأثير هذه الأدوية على الهرمونات أو أشياء في الجسم وتسبب الزيادة الكبيرة في الوزن؟

أطلب منك يا دكتور محمد أن يتسع صدرك الرحب، وتجيبني على الاستشارة، وكل نقطة وردت فيها بالتفصيل، وتزودني بالمعلومات الكافية، وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

سأحاول أن أجيب على أسئلتك وإن كانت كثيرة، لكن لأن الوقت المتاح قد لا يسمح بالإجابة عليها بدقة شديدة، عموماً سؤالك الأول:

هل يجوز الجمع بين السبرالكس والريمانون؟ نعم، لا بأس في ذلك أبداً وهو أمر مصرح به ومعروف، لكن نفضل جمع الدواءين في حالة علاج الاكتئاب وليس القلق، القلق يحتاج لدواء أبسط من ذلك، أما الوسواس فالريمانون لا يفيد فيه كثيراً.

هل يجوز الجمع بين دواء الإفيكسر مع السيرترالين والسيركويل؟ نعم، ليس هنالك ما يمنع ذلك أبداً، لكن يعتمد على شدة الحالة، إذا كانت الحالة وسطية إلى شديدة هنا يمكن الجمع بين هذه الأدوية الثلاثة، لكن ليس هنالك حاجة أبداً للجمع بين هذه الأدوية في الحالات البسيطة أو ما نسميه بحالات الدرجة الأولى.

هل يجوز الجمع بين الدواء سبرالكس 20 مع دواء سيركويل 50 أو 100 لعلاج القلق، هذا يكون في الحالات المطبقة الشديدة التي فشلت فيها خطوط العلاج البسيطة.

هل هناك تعارض بين النقطة الأولى والجرعة المذكورة فيها؟ لا يوجد أي تعارض لكن في حالات الجرعة الخطأ قطعاً قد تحصل مشاكل كثيرة فالأدوية لها درجة من السومية معروفة، ونفس الإجابة تنطبق أيها الفاضل الكريم على بقية الأسئلة المشابهة.

بالنسبة لسؤالك أيهما أفضل هل أدوية النقطة الأولى أو الثانية أو الثالثة؟ فاعلية الأدوية -أيها الفاضل الكريم- لا تعتمد فقط على تكوين الأدوية في ذاتها من حيث تمثيلها الأيضي إنما تعتمد أيضاً على القابلية الجينية والوراثية لدى الشخص.

أنا شخصياً لا أحب الجمع كثيراً بين الأدوية، أحب أن أعطي جرعة سليمة وجرعة كاملة لدواء واحد معين ثم بعد ذلك إذا فشلت هذه الخطة العلاجية بشرط أن يطبق العلاج النفسي والسلوكي والإسلامي مع الدواء بعد ذلك قد ألجأ إلى إضافات حسب ما هو متاح، وإن فشلت الخطة الثانية بعد ذلك ألجئ لتغيير مجموعة الأدوية وهذا هو المتفق عليه، بصفة عامة أعتقد أن أدوية المجموعة الأولى قد تكون معقولة.

أما في حالات الاكتئاب الشديد واضطرابات النوم فالمجموعة الثانية قد تكون هي الأفضل، وفي حالة الوساوس الشديدة والاكتئاب مع اضطرابات النوم أو وجود أعراض ذهانية مصاحبة للاكتئاب في هذه الحالة أدوية المجموعة الثالثة هي الأفضل.

ما هي الأضرار على الجسم والدماغ التي تسببها الأعراض الانسحابية؟ بالنسبة للأعراض الانسحابية -أيها الفاضل الكريم- تدخل الإنسان حقيقة في حالة نفسية مفزعة له، مثلاً قد يشعر الإنسان كأن هنالك تيار كهربائي يضرب في جسمه، الشعور بالدوخة، الشعور بخفة الرأس، البعض قد يأتيه عرق، البعض قد تأتيه نوبات هرع وتسارع في ضربات القلب، اضطرابات في النوم، أحلام مزعجة هذا كله أخي الكريم أعراض نفسية معروفة ببعض الأدوية النفسية إذا أوقفناها فجاءة وظهور مثل هذه الأعراض قطعاً سوف يكون له تبعات سلبية جداً على الصحة الإنسان النفسية، يعني الأعراض الانسحابية نفسها سوف تزيد عليه أعراضه الأصلية التي كان يعاني منها، بالنسبة للأعراض الجسدية حقيقة هي قليلة ليست هنالك مخاطر أساسية مثل ظهور الرعشة.

هذا قد يزعج بعض الناس، كثرة التبول قد يزعج بعض الناس، لكن لا نقول الأدوية على الأقل التي ذكرتها لها أضرار كبيرة على الجسد، لكن أدوية مثل البنزوديازبينات مثل الفاليوم هذه قد تكون لها أضرار على الجسد وكذلك على النفس في حالة السحبة السريعة، الريمانون نعم وهذا سؤالك التاسع يؤدي إلى زيادة في الوزن لدى 60 % من الناس والزيادة ناتجة من زيادة الشهية بالطعام، وهذا في حد ذاته متصل بتنشيط مركز الإشباع في الدماغ أو ما يعرف بمركز الغرائز أو المركز الحيواني أو ما يسميه بعض الإخوة الزملاء الأطباء بمركز الزواحف.

يلاحظ أن بعض الأدوية النفسية ومنها الريمانون تزيد الشهية نحو الحلويات، فبعض الناس يصير لديهم شراهة في الحلويات ويعرف أن الحلويات وبما تحتويه من سعرات حرارية كثيرة تؤدي إلى زيادة وزن، إذاً تأثير واضح وهو من خلال هذه الآلية وليس من تجمع أو زيادة ما أو السوائل في الجسم كما يعتقد بعض الناس.

بارك الله فيك أخي الكريم، سعدنا بمشاركتك في إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لكم العافية وأن يبلغنا رمضان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً