الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وسواس النوم يزعجني فكيف أتخلص منه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كنت أخاف من النوم، وأرسلت لكم استشارة سابقة (2366618)، ومحتواها أنني أعاني من المخاوف الوسواسية الافتراضية، وعلاجها بسيط جدا، وهو تحقير الفكرة ورفضها، تجاهلت الفكرة وذهبت، لكن الأفكار كثيرة، فأنا أخاف من التفكير بأنني لو صحوت لصلاة الفجر أو العصر أو الظهر، أخاف من العودة للنوم لأنني خائفة من النوم، علما أنني أعلم بأنها فكرة كاذبة، ويجب أن لا أخاف لأنني أفكر بهذا الأمر دائما، وحينما أصحو للصلاة أتمكن من العودة للنوم بشكل عادي، ولكن في حال أنني لم أتمكن من النوم أخبر نفسي بأنني خائفة وأتوتر.

استفساري: ماذا أفعل مع هذه الأفكار؟ تعبت وأريد التخلص منها دون علاج، أريد الراحة فأنا تعبت بسببها كثيرا، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عائشة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

سيظل المبدأ السلوكي هو نفسه، المبدأ المعرفي الذي يقوم على التحقير والتجاهل وعدم الخوض في مناقشة الفكر الوسواسي، هذا هو العلاج الأساسي، ولا تُوجد حقيقة طُرق أخرى، بعض الناس يُقاومون الفكرة ولا يُحقِّرونها، أنا لا أدعوك للمقاومة، لأن المقاومة يعني أنك قد أعطيتِ هذه الفكرة اهتمامًا في حياتك، أعطيتها شيئًا من الاعتبار، هذا لا أريده لك، أما الشيء الذي نُحقِّره فيعني أننا أصلاً لم ولن نُعطيه اعتبارًا، فالجئي إلى التحقير أكثر من اللجوء إلى المقاومة.

وحين (مثلاً) لا تستطيعين النوم بعد الصلاة لا مانع أن تقومي بالجلوس والقراءة، قراءة القرآن مثلاً، لديك أشياء مثلاً تريدين ترتيبها أو تنظيمها لا بأس في ذلك، لأن البكور فيه خير كثير جدًّا، وإن حدث لك هذا سوف يأتيك النوم مثلاً في اليوم الثاني، أو إذا أتتك غفوة ما بعد صلاة الظهر فهذا لا بأس به أبدًا، المهم هو ألَّا تشغلي نفسك وتسترسلي في الفكر السلبي الوسواسي إذا لم يأتِك النوم بسهولة، الجئي إلى البدائل مع تحقير الفكرة، وقولي لنفسك: (أنا لستُ مريضة، هذه أمور عادية، الإنسان قد يصعب عليه النوم في بعض الأحيان، ويأتيه النوم بعد ذلك؛ لأن النوم أصلاً حاجة بيولوجية، ليس كله تحت إرادتنا أبدًا...).

وأن تجعلي حياتك فيها شيء من الاسترخاء المتواصل، من خلال ممارسة رياضة تناسب الفتاة المسلمة، ممارسة تمارين استرخاء، التعبير عن الذات، وعدم الكتمان، لأن الكتمان يؤدي إلى احتقانات نفسية سلبية، صرف الانتباه من خلال تغيير المكان وتغيير الأفكار حين يأتي الوسواس، هذه كلها طُرق علاجية مفيدة، فأرجو أن تلجئي لها، وما دام ليس لديك رغبة في تناول الدواء فأرجو أن تُكثِّفي وتُركّزي على هذه الجوانب العلاجية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً