الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من ألم في الأذن وقلق وخوف وصداع وضيق تنفس، ولا أعرف حقيقة منشأ الأعراض.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أشكركم على ما تقدمونه من مساعدة لنا، وجزاكم الله خيراً.

أنا فتاة عمري 28 سنة، أعاني من أعراض كثيرة لا أعرف هل هي نفسية أم عضوية؟ أعاني منذ زمن طويل من ألم متكرر في الأذن، ويصاحبه أحياناً دوخة وعدم إتزان، ودائماً يشخص إما التهاب أو سوائل في الأذن الداخلية، وأعاني من الجيوب الأنفية وصداع في الجبهة وألم في الأنف وقولون.

ازدادت الأعراض بعد العلاج من الصرع، فأصبحت أخاف من رجوع النوبات، وأصبت بالتوتر والخوف والقلق الدائم وشد الأعصاب، وتزداد عند الخروج من المنزل.

أحاول أن أسترخي، ولكن عند المحاولة أشعر وكأني سأصاب بالدوار، أو سأفقد الوعي، فأخاف وأعاود الشد مرة أخرى، ولا أستطيع الوقوف بلا حراك؛ لأني أشعر بعدم الاتزان، وكأنني سأفقد الوعي، وأشعر بصداع على شكل نبض مرة وعلى شكل شد في الرأس من الأعلى مرة، مع ضيق في التنفس، ووجود شيء ثقيل على صدري، لا أستطيع إدخال الهواء إلا بعد عدة محاولات، مع عدم التركيز والتشتت، والتفكير المستمر بالأشياء السلبية، وأحاول كثيرا أن أبدلها بأفكار إيجابية، وأنجح أحيانا.

جميع هذه الأعراض تتكرر بين الحين والآخر، وليست مستمرة، فأرجو الإجابة، فأنا أشعر بالخوف من هذه الأعراض، وأعتذر عن طول الاستشارة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Hessah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالنسبة لألم الأذن المتكرر: فقد يكون التهاب في مجرى السمع -حساسية أو أكزيما-, أو التهاب في الأذن الوسطى، وهو الأغلب طالما أن لديك مشاكل في الجيوب الأنفية، وهي أيضا قد تكون مرتبطة بالحساسية في الأنف، والتي تؤدي لتضخم القرينات الأنفية، وبالتالي انسداد الأنف، وهذا يؤثر على تهوية الأذن الوسطى عبر أنبوب التهوية الخاص بها، والذي ندعوه: نفير أوستاشيوس، عليك بمراجعة اختصاصي الأذن والأنف والحنجرة، وإن ثبت ما ذكرت من تشخيص بالفحص المباشر وبتخطيط الطبلة ومنعكسات الأذن الوسطى، فالبدء بالعلاج يكون من الأنف بمضادات التحسس الفموية وبخاخات الأنف الكورتيزونية الموضعية، مثل: فليكسوناز, أفاميس, رينوكورت.

طريقة استخدام البخاخ هي كالتالي: نمسك بالبخاخ ونرجه جيدا، ثم وبوضعية الجلوس نضع البخاخ في منخر ونغلق باليد الأخرى المنخر الآخر، ونضغط على البخاخ مع الاستنشاق السريع، بحيث نأخذ كامل البخة لداخل الأنف بدون أن نسمح لها بالسيلان من مقدمة الأنف، تكرر نفس الطريقة للطرف الآخر مع التبديل بين اليدين بالنسبة للبخاخ، الجرعة النظامية هي بخة واحدة في كل منخر صباحا ومساء، ويجب الاستمرار على استخدام البخاخ بشكل منتظم وبدون انقطاع مطلقا، طالما يرى الطبيب المختص ضرورة ذلك.

كما عليك بممارسة مناورة تهوية الأذن الوسطى، والتي ندعوها مناورة فالسالفا، وهي كالتالي: إغلاق كلا فتحتي الأنف باليد، وثم ضغط الهواء بزفير قسري صعودا من الصدر باتجاه البلعوم فالأنف وليس الفم، والاستمرار بالضغط حتى يتراكم ضغط كافٍ لفتح نفير أوستاشيوس -الأنبوب الواصل بين الأذن الوسطى وبين البلعوم الأنفي-، وعبر هذا الأنبوب يمر الهواء قسريا نحو الأذن الوسطى.

هكذا يتم تعديل الضغط بداخلها، ويتحرر غشاء الطبل من الشد المطبق عليه نحو داخل الأذن الوسطى بسبب الضغط السلبي الذي كان داخلها، ويجب تكرار هذه الحركة كل عشرين دقيقة وبشكل مستمر لعدة أيام، حتى تمام الشفاء بالنسبة للأذن الوسطى، وبالتزامن مع العلاج الدوائي الذي ذكرته سابقا.

وأما بقية ما ذكرت من أعراض: فلا بد من استشارة اختصاصي الأمراض العصبية، وخاصة أنك عولجت -والحمد لله- بنجاح من نوبات الصرع.

مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.
---------------------------------------------------------
انتهت إجابة: باسل ممدوح سمان - استشاري أمراض وجراحة الأذن والأنف والحنجرة- وتليها إجابة: عبدالعزيز أحمد عمر - استشاري الطب النفسي وطب الإدمان-.

قد يكون عندك – أختي الكريمة – بعض الأعراض التي تُوحي ببعض المشاكل في الأذن، مثل عدم الاتزان والتهاب الجيوب الأنفية، كل هذا يؤدي إلى بعض الأعراض التي ذكرتيها، ولكن ممَّا لا شك فيه أن عندك أعراض قلق وتوتر واضحة، الخوف من الموت وزيادة هذه الأعراض عند الخروج من المنزل، والإحساس بالتوتر الدائم عندك، حتى إنك تحاولين الاسترخاء ولا تستطيعين – أختي الكريمة – وكل هذه الأعراض أعراض قلق وتوتر.

والحمد لله هذه الأعراض – كما ذكرتِ – لا تكون مستمرة على طول، بل تأتي في أحيانٍ وأحيانٍ تختفي، وهذا أيضًا مؤشِّر إلى بُعدها النفسي، لأنها إذا كانت اضطرابات عضوية فإنها تكون موجودة معظم الوقت، ولكن الاضطرابات النفسية والأعراض النفسية للقلق وللتوتر تتحسَّن وتختفي بعض الأيام، وهذا ناتج عن الضغوط الخارجية التي يتعرَّض لها الشخص، وكلما زادت الضغوط الخارجية أو الأحداث في حياة الشخص كلَّما زادتْ هذه الأعراض، وكلَّما خفَّت الضغوطات الخارجية والأحداث الحياتية كلَّما خفَّت الأعراض.

أنصحك – أختي الكريمة – بالتواصل مع معالج نفسي لتعليمك كيفية الاسترخاء، والاسترخاء إمَّا أن يكون عن طريق استرخاء العضلات، أو الاسترخاء عن طريق التنفُّس المتدرِّج، تحتاجين إلى شخص يُعلِّمك كيفية الاسترخاء، ومن بعد ذلك يمكن أن تمارسي الاسترخاء في المنزل بصورة متكررة، حتى تختفي أعراض هذا القلق والتوتر -بإذن الله-.

لا أرى أنك تحتاجين إلى أدوية في الوقت الحاضر، لأن الأعراض ليست مستمرة، ويمكن التحكُّم فيها والتغلب عليها بدرجة كبيرة، وذلك من خلال تعلُّم الاسترخاء.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً