الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الخوف والهلع والاضطراب وتبلد المشاعر، فما العلاج؟

السؤال

في يوم ما استقيظت من النوم وذهبت لآكل، عندما نهضت أحسست بدوخة وبشيء غريب، واعتقدت منها أنها سكرة الموت، وأصبت بحالة من الخوف الشديد، وضربات شديدة، وانتابتني نوبة الهلع، حتى أني ذهبت إلى الطوارئ، (مع العلم أنه منذ سنتين عانيت من اكتئاب بسبب الخوف من الموت، ولكن بفضل الله تغلبت عليه بدون أي أدوية علاجية).

بعد كل التحليلات وايكو القلب كان كل شيء سليما، وعدت إلى حد ما إلى طبيعتي مع خوف بسيط من أن تتكرر، وحاولت أن أحقر منه، ولمدة يومين كان كل شيء طبيعيا، ولكن في اليوم الثالث كنت أجلس مع أصدقائي وجاءني إحساس وقلق أنها تتكرر، وكاد أن يتكرر ولكن سيطرت على الوضع، ولكن من بعد هذا الموقف وأنا في حالة عدم تركيز وانفصال عن الواقع شديدة جدا.

أحس أني شبه ميت ولا أستطيع أن أكون سعيدا بأي شيء، ذهبت إلى طبيب أذن اعتقادا مني أنه له علاقة بالتوازن، ولكن كل شيء سليم عضويا، أحس بأني غير حاضر إطلاقا، وأن كل شيء بات غريبا منذ هذه اللحظة، بحثت في هذا الموضوع وكان أقرب وصف لي هو اضطراب الآنية، مع العلم أني كنت شخصا رياضيا جدا، وأذهب إلى التمرين مرتين يوميا، وأتبع نظاما غذائيا صحيا بعيدا عن أي شيء ضار، حتى إن نسبة دهوني وصلت 7 بالمئة، وجسدي كان رشيقا جدا ورياضيا.

الآن لا أذهب للتمرين منذ هذا الإحساس (منذ شهر حتى الآن مستمر لا يفارقني) بسبب عدم التركيز والقلق الشديد، حتى مستواي الدراسي بات منخفضا بشكل رهيب بسبب عدم تركيزي وعدم حضوري، وعدم قدرتي حاليا على قيادة السيارة بسبب هذا الشيء، حتى أني أعتقدت أني سأعيش بقية حياتي بهذا المنظر، لدرجة أني إذا أحسست بتحسن بسيط أقلق بسببه ولا أصدق بأنه سيذهب، وأعود للحالة من جديد، أشعر كأني ميت، ومتبلد المشاعر والإحساس، وغير حاضر أصلا، علما أني كنت في أسعد حالاتي قبل هذا كله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

معظم الأعراض التي حصلت لك هي أعراض قلق يا أخي الكريم، نوبات الهلع قد تكون من أعراض القلق، الإحساس بتغيير النفس وتغيير الأشياء من حولك أو ما يعرف بأعراض الآنية أيضاً قد تكون أعراض قلق، تكون اضطراب آنية إذا كانت غير مصاحبة بأعراض أخرى من أعراض القلق أي أن العرض الوحيد هو الإحساس بالتغيير داخل الشخص والإحساس بالتغيير فيما حوله، أما إذا كانت هناك أعراض أخرى فتعتبر ضمن أعراض القلق والتوتر يا أخي الكريم.

وطبعاً في كثير من الأحيان أعراض القلق والتوتر إذا استمرت لفترة تصاحبها أعراض اكتئاب نفسي، مثل تبلد الإحساس، والاكتئاب، وأيضاً يا أخي الكريم حصلت لك أعراض رهاب مثل ركوب السيارات وهلماجرى، وطبعاً هذه الأشياء ليس لها علاقة بالرياضة أو النظام الغذائي، وقد يكون الشخص إنسان رياضي وتحصل له هذه الأشياء، قد يكون متبع نظام غذائي جيد وأيضاً تحصل له هذه الأشياء، فكل ما حصل معك يا أخي الكريم في مجمله هو نوبة هلع مع أعراض قلق وتوتر، والعلاج يمكن أن يكون هناك علاج دوائي أو علاج نفسي، والعلاج الدوائي في هذه الحالات لعله السبرالكس يكون هو يعني أكثر الأدوية ملائمة لحالتك، لأنه يساعد في علاج الهلع ويساعد أيضاً في علاج أعراض القلق الأخرى، ولكن يجب أن يتم كل هذا تحت إشراف طبيب نفسي يا أخي الكريم حيث يتم تحديد الجرعة ومدة العلاج ومتى يتوقف العلاج.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • قطر ام محمد

    لا تقلق يا أخي فقد مررت في هذه الحاله ولازلت اعاني مع بعض الخوف ولكن انصحك بأن تتجاهل كل شي تشعر به او تفكر فيه وان تتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بالطاعات والعبادات مع يقينك التام بأن الله هو الحافظ وتتوكل عليه في كل أمورك وبإذن الله ستتحسن حالتك.

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً