الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل سيعود الوسواس بعد شفائي منه ووقف العلاج؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا مريضة وسواس قهري، والحمد لله قد ذهب بشكل كامل لكن ما زلت أتناول عقار اسيتالوبرام، القصة بدأت معي منذ سنوات عديدة، ولكن قد تعالجت قبل سنة ونصف، تشجعت وذهبت إلى الطبيب وقد وصف لي اسيتالوبرام أولا بجرعة 10 ملج، ثم 20 ملج لشهرين، ثم 10 ملج، وعند آخر زيارة شهر 3 وصف لي 20 ملج مع عقار زولام لمساعدتي على النوم، وبعدها بسبب ظروف عملي لم تسمح لي بالذهاب للطبيب، فقال لي تابعي بجرعة 20 ملج حتى تسنح لي الفرصة بالذهاب إليه.

سؤالي هو: أنا متخوفة بعد سحب الدواء أن تعود الوساوس لي، مع العلم أني خضعت للعلاج المعرفي، وقد قويت شخصيتي وزادت ثقتي بنفسي، وهل صحيح أن هذه الأدوية تسبب الإدمان؟ هناك أناس قالوا لي هذا وأخافوني كثيرا، وما نصيحتكم لي قبل الذهاب للطبيب؟

وفقكم الله وسدد خطاكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالحمد لله أنك تحسَّنت على العلاج وزالتْ منك معظم الأعراض، وهناك حقائق عن الأدوية يجب أن تعرفيها: الأدوية التي تُسبب الإدمان هي مشتقات البنزوديزبين، أو المهدئات الصغرى والمنومات عادةً، مثل الزولام الذي كنت تستعملينه، وآمل أنك توقفت منه الآن.

الزولام إذا استعمله الشخص لفترة طويلة من الزمن قد يُسبب الإدمان، وله مشاكل كثيرة. أما الاسيتالوبرام فهو من فصيلة الـ SSRIS، وهي مضادات للاكتئاب، ولكنها فعّالة في علاج الوسواس القهري والقلق والرهاب الاجتماعي، لا تُسبب الإدمان على الإطلاق، حتى لو استعملها الإنسان لعدة سنين، ومن ضمنها الاستيالوبرام، وطبعًا الناس يُطلقون على هذه الأشياء أنها تُسبب الإدمان دون علمٍ منهم، ويخلطون - كما ذكرت - بين بعض الأدوية التي تُسبب الإدمان وبين الأدوية النفسية كلها، وهذا طبعًا تعميم لرأي لا جدوى منه، لأنه - كما ذكرت - أدوية مُعيَّنة هي التي تسبب الإدمان، والاستالوبرام ومعظم مضادات الاكتئاب ومضادات الذهان ومثبتات المزاج لا تُسبب الإدمان على الإطلاق - أختي الكريمة - فهذا تعميم يُعممه الذين ليس لهم دراية بأنواع الحبوب النفسية، فاطمئني - أختي الكريمة - وطالما قمت بدورات للسلوك المعرفي فهذا -إن شاء الله- يُساعد على عدم حصول انتكاسة بعد التوقف من الدواء.

فتوقفي -أختي الكريمة- عن الدواء بالتدرُّج، -وإن شاء الله- لا تعود الأعراض مرة أخرى.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً