الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من دوخة تأتي بشكل مفاجئ.. فما العلاج؟

السؤال

سلام عليكم

سبق وأن استشرتكم، لكن كان في قلبي ما أقوله لأفهم أكثر، خلاصة ما أريد قوله أني ذهبت لمصر وفحصت، ونتيجة الفحص أن الدم لا يصل للأذن الداخلية، لكن طلب مني الطبيب قياس ضعطي قبل النوم والاستيقاظ، وفعلا طبقت ما طلبه مني لأربعة أيام، وكانت نتيجة القياس متذبذبة، أن أنام مثلا يصل 145/70، وإذا استيقظت أجده 105/65.

قال لي أن المشكلة في تذبذب الضغط سوء إشاعة على الشريان وشيء آخر لا أدري ما اسمه، لكن الرقبة والدم كانت نتائجها سليمة وممتازة.

سؤالي: هل سبب تذبذب قياس الضغط هو التوتر والقلق؟

مع العلم أنها تأتيني دوخة كل ٣ أشهر أو حتى شهر، ليس لها وقت محدد تأتي كنوبة وتستمر ٣ إلى ٥ ساعات.

الآن أخاف أن أخرج وحدي، ولا أمشي مع أهلي وحدي خوفا من أن تأتيني نوبة الدوخة.

أشكركم جميعا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أخي: أنت أحسنت بأن ذهبت إلى الطبيب وقد قام الطبيب بالفحوصات اللازمة، وكانت الفحوصات ممتازة، فالذي يظهر أن الجوانب العضوية ليست هي الأساس لهذه الدوخة التي تعاني منها، إنما هو القلق والجانب النفسي، وأصبح لديك ما نسمّيه بالقلق التوقعي الوسواسي، وهذا قطعًا يُشعر الإنسان بالدوخة.

أنا أرى أن تتواصل مع طبيبك – طبيب الأنف والأذن والحنجرة – بأن تذهب إليه مثلاً مرة كل ثلاثة أشهر، وذلك من أجل الاطمئنان.

وبالنسبة لموضوع القلق والتوتر أقول لك: نعم القلق قد يؤدي إلى تذبذب في قياس ضغط الدم، وهذه ظاهرة معروفة، كما أن القلق في بعض الأحيان قد يُساهم في الدوخة، أو قد يزيد منها، وأنا نصحتك سلفًا – أخي الكريم – بتناول عقار (سيرترالين)، لأنه بالفعل يُفيد كثيرًا.

أخي: الخوف من الخروج لوحدك نعم سببه هو الخوف من هذه الدوخة، لكن أيضًا عدم الخروج وعدم الشعور بالأمان وحدك هذا قد يتطور إلى رهاب شديد، ونسميه برهاب الساحة، أي أنك لا تستطيع الخروج مطلقًا وحدك، فأرجو – أخي الكريم – أن تكسر هذا الحاجز، وأن تُجاهد نفسك وأن تخرج. الصلاة مع الجماعة مهمّة جدًّا، تزيل هذا النوع من الخوف، ومواصلة رياضة جماعية مع مجموعة من الشباب، ككرة القدم مثلاً، أو الجري والمشي، أو أي مشاركة رياضية أخرى، تلبية الدعوات الاجتماعية... هذا كله سوف يكسر حاجز الخوف والقلق والوسوسة، ويفيدك تمامًا -إن شاء الله تعالى-.

بالنسبة لضغط الدم: كما ذكرتُ لك أن القلق والتوتر قد يؤدي إلى هذا الاضطراب العُصابي لضغط الدم، لكن حين تذهب إلى الطبيب مرة كل ثلاثة أشهر قم أيضًا برصد وقياس ضغط الدم، وذلك من أجل التأكد أنه لم يحدث ارتفاعًا حقيقيًّا فيه.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً