الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المصائب والمشاكل التي تحدث لنا.. هل هي من العين والسحر؟

السؤال

السلام عليكم.

في الآونة الأخيرة انقلب حالنا في المنزل وكثرت علينا المشاكل:
فأولها: كنت مخطوبة ثم فسخت الخطبة من دون سبب يذكر.
وثانيا: أخي أصابه الفقر وقل عمله.
وثالثا: كثرت علينا المشاكل داخل المنزل بشكل لا يطاق، وفي كل أسبوع تحدث مصيبة مع أحد الأفراد أو داخل بالمنزل، وتحديدا كل يوم خميس الساعة 1 ليلا، وأصبحنا نرى في هذا اليوم حماما ميتا في حديقة المنزل، ولا أحد يستطيع أن ينام جيدا، وكثرت الكوابيس، وأصبت بالجاثوم لأول مرة في حياتي.

أرجوكم أرجو المساعدة، فقد أصبح الحال صعبا جدا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ بيان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

اعلمي -بارك الله فيك- أن الضنك والقلق وذهاب السعادة في العيش أثر من آثار بعد العبد عن طاعة الله والاستقامة على دينه، قال سبحانه: ﴿وَمَن أَعرَضَ عَن ذِكري فَإِنَّ لَهُ مَعيشَةً ضَنكًا وَنَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أَعمى* قالَ رَبِّ لِمَ حَشَرتَني أَعمى وَقَد كُنتُ بَصيرًا* قالَ كَذلِكَ أَتَتكَ آياتُنا فَنَسيتَها وَكَذلِكَ اليَومَ تُنسى* وَكَذلِكَ نَجزي مَن أَسرَفَ وَلَم يُؤمِن بِآياتِ رَبِّهِ وَلَعَذابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبقى﴾.[طه: 124-12.

لذا ننصحكم جميعا بالنظر في حالكم، وكيف علاقتكم بالله، ومدى استقامتكم على دينه، فإن الإيمان بالله والعمل الصالح سبب من أسباب الحياة الطيبة، قال سبحانه: ﴿مَن عَمِلَ صالِحًا مِن ذَكَرٍ أَو أُنثى وَهُوَ مُؤمِنٌ فَلَنُحيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً وَلَنَجزِيَنَّهُم أَجرَهُم بِأَحسَنِ ما كانوا يَعمَلونَ﴾.[النحل: 97]. هذا من حيث الإجمال.

وأما من حيث التفصيل، فإن كانت حالتكم قبل ذلك مستقرة وطرأت عليكم هذه الأعراض، فيظهر أنها بسبب سحر أو عين خبيثة، أو تسلط من الجن على المكان بسبب قلة ذكر الله فيه.

وعليه: فيلزمكم صدق التوبة والاستقامة، والعودة إلى الله سبحانه وتعالى، مع تحصين أنفسكم بالأذكار في الصباح والمساء، وتنظيف البيت من المنكرات والصور المعظمة والمجسمة، وتشغيل سورة البقرة بصوت مسموع في أرجاء المنزل صباحا ومساء.

وعليك شخصيا المواظبة على سماع الرقية الشرعية بإخلاص وإنصات، والنوم على طهارة، وكثرة التسبيح، وذكر الله والاستغفار حتى يذهب ما بك.

أما إصابة أخيك بالفقر وقلة العمل فقد يكون له أسباب مادية، فلينظر فيها ويعالجها، ويأخذ بأسباب طلب الرزق، ويتوكل على الله سبحانه.

وعليكم التعامل داخل البيت بأخلاق الإسلام، وإصلاح ذات البين والتغافر والتسامح، والابتعاد عن الشقاق والخلاف، والانشغال بالأعمال الصالحة، وتحويل البيت إلى مكان للراحة والسعادة بطاعة الله -وبإذن الله- يذهب منكم ما تعانون منه.

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يصلح أحوالكم، ويوفقكم لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً