الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عندما لا يجد الإنسان عملا هل يدل ذلك على كونه إنسانا فاشلا وتافها؟

السؤال

السلام عليكم

أنا في حالة نفسية سيئة، أنا طالب في السنة الأولى بكلية التمريض، وأنا الآن بالإجازة الصيفية، بحثت عن عمل بالمستشفيات ولكن لم أجد، وكذلك أقراني، لكن بعضا منهم وجد عملا في الصيدلية، والبعض عمل في مجال آخر، ولأني لم أجد عملا أشعر بأني تافه ، ولا أشعر بطعم الحياة، فآخذ مادة إضافية صيفية بالكلية لأستفيد من الإجازة، كما أحاول التحضير لأحد مواد الفصل القادم بمذاكرة بعض أجزائها، ولكني أشعر بالفراغ، وأني تافه وعاطل، هذه المشاعر تلاحقني، وتتعسني، وتؤثر على أفعالي وأيامي.

كما أني كنت أكتب رواية كنت أنوي تقديمها لمسابقة ما، وقد علمت أن احتمالية فوزي كبيرة، ولكني أشعر بالتفاهة وأني فاشل جدا، فهل بكوني عاطل فأنا فاشل؟ وهل أعمالي تافهة؟ أتمنى منكم النصح.

وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابننا الفاضل- وشكرا لك على الطموح والحرص على الاستفادة من العطلة، ونسأل الله أن يستخدمنا جميعا في كل ما ينفع مما يرضيه سبحانه، ونسأله سبحانه أن ييسر أمرنا وأمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد والطاعة لرب العباد.

ليس بعاطل ولا سفيه من يفكر بطريقتك الرائعة، وأنت ولله الحمد لم تستسلم ولم تتوقف عن البحث، بل فتحت لنفسك أكثر من مسار نافع مفيد، فمذاكرة بعض المواد مما يساعدك على تحقيق أعلى الدرجات، وكتابتك للرواية تجلب الاهتمام، وتنتفع بما تكتبه المجتمعات.

ولا يخفى على أمثالك من الفضلاء أن الإنسان لا ينال كل ما يريد، كما قال الحكيم: "ما كل ما يتمنا المرء يدركه"، والأهم من ذلك هو أنه لا لوم على من بذل ما عليه من الأسباب لكونه قام بما عليه، وإنما اللوم على الذي لا يتحرك ولا يبحث، وقد أخرجك الله من دائرة السلبية، فاحمد لله على ما وهبك من الهم والهمة، ولا تحقرن نفسك وتستهين بقدراتك، وفي المقابل تعظم وتضخم ما وصل إليه أو قام به من حولك.

وتعوذ بالله من شيطان همه أن يحزن أهل الإيمان، وليس بضارهم إلا بشيء قدره مالك الأكوان سبحانه، فثق بالله، وتوكل عليه، واشكر ما أولاك من النعم لتنال بشكرك له المزيد.

وحاول أن تنظر في كل أمور الدنيا إلى من هو أقل منك، وستجد لسانا يلهج بشكر الوهاب بل ستجد نفسك تردد الحمد لله الذى عافاني مما ابتلاكم به، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا.

أما إذا نظر الإنسان إلى من يظن أنهم أعلى منه فسوف يتعب، وتمتلئ نفسه بالحسد وكافة الأمور السلبية، ولن تنال بعد كل ذلك إلا ما قدره لك القدير سبحانه.

ولكن في أمور الدين علينا أن ننظر إلى من هم أفضل منا لكى نتأسى بهم، ونتشبه، ففي ذلك الفلاح، وأرجو أن نذكرك وأنفسنا بنعم الله علينا، فكلنا يتقلب في نعم.

ومن توفيق الله للإنسان أن يعرفه مقدار نعمه عليه ويلهمه شكرها، وقد اقتضت حكمة الحكيم أن تكون النعم مقسمة قال سبحانه: "والله فضل بعضكم على بعض في الرزق"، فيعطى هذا مال، ولكن يحرم العافية، وقد يعطى ثاني الوظيفة، ولكن يحرم الولد، وهكذا، وقد نهينا عن تمني ما عند الآخرين، قال تعالى: "ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض".

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وننصحك بالاستمرار في:
1- البحث.
2- الشكر على ما عندك.
3- تمنى الخير لنفسك ولمن حولك.
4- السعي في حاجة المحتاجين ليكون العظيم في حاجتك.
5- الاستمرار في مشروع الرواية وترك التردد.
6- التفكير بطريقة إيجابية، ومطاردة الأفكار السلبية.
7- الرضا بقضاء الله وقدره.
8- الاستعانة بالله والصبر.
9- الاستمرار في التواصل مع موقعك، ونبشرك بأن كل من في الموقع يتشرفون بخدمتك.

ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً