الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التزام الفتاة وحبها في الزواج بشخص يقدرها

السؤال

إنني فتاة مغربية متحجبة والحمد لله، ولكن أفكاري مختلفة عن الآخرين، حيث إنني أحلم بشخص يحبني، يقدرني، وأحب أن أقلد زوجات النبي في حياتي الزوجية، كلما أحكي لصديقاتي يبدأن بالضحك علي!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة الزهراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله العظيم أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، ونسأله تبارك وتعالى أن يرزقك الهدى والرشاد، وأن ينفع بك بلاده والعباد.

فقد أحسنت برغبتك في التشبه بزوجات النبي الطاهرات، وهكذا ينبغي أن تكون الفتاة المسلمة، وأحسن من قال:

ولن تستوي من كانت الزهراء قدوتها بمن تقفَّت خُطى حمالة الحطب

فاجتهدي في حب زوجات النبي وسيري على دربهنَّ، واحرصي على التشبه بهنَّ وبسائر الصحابيات، وأبشري فإن المرء يحشر مع من أحب، ولا تلتفتي لضحك الزميلات، واسألي الله لهنَّ الهداية، وقد قال الشيخ الطنطاوي -رحمه الله- وهو يخاطب الغافلات:

يا بنت الإسلام تحشمي لا تنزعي عنك الخمار فتندمي

إلى أن قال -رحمه الله-:

أرأيت أمتنا بدون حضارة حتى أتيت لنا بشرْعَةِ وِلْيمِ
وتبعت ماري في جميع خصالها فخرجت سافرة كأن لم تعلمي

ولا شك أن الفتاة الملتزمة بدينها مرغوبة عند الرجال ومحترمة في أعينهم، ولا عجب؛ فقد قال سبحانه: ((ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ))[الأحزاب:59] يعرفن بأنهنَّ العفيفات الطاهرات.
وإذا جاءك الخاطب فاحرصي على التأكد من صلاح دينه وكمال أخلاقه؛ لأن كل خلل أو نقص أمره هين وعلاجه ممكن إذا كان صاحب دين:

وكل كسرٍ فإن الدين يجبره وما للكسر قناة الدين جبران

والمرأة تستطيع أن تملك قلب زوجها وتستولي على مشاعره إذا حرصت على أن تعامل زوجها وفق أحكام هذه الشريعة التي صانت الحقوق ونظَّمت الأمور، وجعلت دستور الحياة الزوجية المودة والرحمة، وجعل الله ذلك آية من آياته العِظَام؛ فقال تعالى: ((وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ))[الروم:21]، لم يقل: لتسكنوا معها، وقال عن الزوجات: ((هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ))[البقرة:187]، واللباس يقي من الحر والبرد ويحفظ الجسم ويزين الهندام.

وأكثري من التوجه إلى الله؛ فإنه يجيب من دعاه، واحرصي على طاعته وتقواه؛ فإنه من يتق الله يجعل له من أمره يسرا، قال تعالى: ((وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ))[الطلاق:2-3]، فإن البيوت تصلح بطاعتنا لعلام الغيوب.

والمرأة المسلمة ودود ولود، ولذلك تمتلك قلب زوجها وتعرف الوصول إلى قلبه بحسن تبعلها واحترامها لمشاعره وتقديرها لظروفه واحترامها لأهله، وهذا سحر تملكه الفتاة المتدينة العاقلة التي تعلم أن طاعة زوجها من طاعة ربها، ولا عجب؛ فقد قال عليه الصلاة والسلام: (إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وأطاعت بعلها وأدت زكاة مالها دخلت جنة ربها).

فاحرصي على الكلمة الطيبة والعشرة الحسنة والمظهر الجميل والنظافة واللباقة، واحرصي كذلك على حسن الاستقبال ولطيف الوداع، والعاقلة تختم مجلسها مع زوجها بكلمة تظل عالقة بذهنه، وتختم كل مكالمة هاتفية بعبارات لطيفة وتشكر زوجها؛ حتى لو جاء بشيء قليل، ولا تذكر أحداً عنده فهو الأول في حياتها والوالد لعيالها والحافظ لأسرارها، والرجل لا يملك إلا أن يبادل الوفاء بمثله والحب بجنسه، ونسأل الله أن يسعدك في الدنيا والآخرة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً