الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أثر البيئة على سلوك الطفل

السؤال

ابنتي في السابعة من عمرها، بنت هادئة ومجتهدة ومتخلقة، تحفظ القرآن والأدعية، أحاول بكل جهدي تربيتها تربية إسلامية، مؤخراً اكتشفت أنها تتكلم مع زميلاتها في المدرسة عن الصديق أو ما يسمى بوي فراند، وتقول لهن إن صديقها هو ابن إحدى الأخوات، وهو في مثل سنها، وحتى زميلاتها لديهن أصدقاء ـ على حد زعمهن ـ.

صدمت وكدت أنهار بعدما اعترفت لي بذلك، ضربتها ضربا قاسيا، وشرحت لها علاقة البنت بالولد في الإسلام، أنا متأكدة أنه لا شيء بينها وبين ذلك الولد، لكن أريد تفسيرا لهذا السلوك، أرشدوني لما يعينني على تربية أبنائي تربية إسلامية سوية، كما أني لم أخبر والدها لأنه لا يتفهم ولا يحاول معرفة السبب لذلك فالرجاء جوابي على استشارتي في أقرب وقت، فهذه الحادثة وقعت أمس فقط، ساعدوني بارك الله فيكم فأنا في حال لا يعلمها إلا الله تعالى.
وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة الزهراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا.

فكم نحن فخورين بأخواتنا وبناتنا الحريصات على صلاح الذرية، ونسأل الله أن يزيدك حرصاً وسداداً وأن يكثر في أمتنا من أمثالك، وأن ينفع بك وبأبنائك البلاد والعباد.

ولا داعي للانزعاج فهذه التصرفات عند الأطفال لا تحمل على محمل الجد لكنها تنبه الآباء والأمهات بضرورة إعادة النظر في العلاقات الاجتماعية الخاصة بالأطفال ومراقبة البيوت التي يأتي منها الأصدقاء، وأفضل طريقة لإخواننا في بلاد المهجر هو الاتفاق مع بعض الأسر المحافظة على دينها ليكون التواصل معهم وحدهم حتى يأمن الإنسان على أطفاله ويحميهم من التناقضات.

ولاشك أن الطفل يتأثر بما يسمع وبما يشاهد، ويأتي دور الأسرة في تنقية التصرفات وتصفية الكلمات بعد كل يوم دراسي حتى لا يبقى في عقول الأبناء إلا الأشياء الصحيحة النافعة، ولا يدخل إلى بيوتنا ما ليس ملكاً لنا.

وأرجو كذلك الانتباه لما تبثه وسائل الإعلام التي أصبحت تعرض ثقافة الشهوات والعواطف الكاذبة، وحتى الرسوم المتحركة لا تخلوا من هذا الشر، فذلك أصبحت مثل هذه التصرفات تظهر عند الأطفال في أوقات مبكرة، ويؤسف الإنسان أن يقول أن من أسباب مثل هذه الظواهر الممارسات الخاطئة عند بعض الأسر فنجدهم يقولون للطفل أنت تتزوج فلانة وأنت صديقة لفلان، وربما سألوه: هل تريد فلانة؟ وهل ترغب في الزواج منها؟

ونحن في مثل هذه الأحوال التي يتصرف فيها الطفل أو يتكلم بكلمات سيئة لا ننصح بالضرب، ولكن الصواب أن نلجأ للحوار، وبيان حدود العلاقات في ظلال الإسلام كما فعلت معها وقد أحسنت؛ لأن الضرب يجب أن يكون بعد تعليم وتنبيه وتحذير وتهديد وبعد أن نتأكد أنه علاج صالح ونافع للحالة التي نقوم بعلاجها شريطة ألا يصاحبه توبيخ وألا يكون أمام زميلاتها وأن نشعرها بحبنا لها حتى نفتح لها فرص العودة إلى الصواب.

وإذا أردت إخبار الوالد فأرجو أن يكون بعيداً عنها حتى لا نكسر عندها حاجز الحياء، ولا بأس من تهديدها بإخبار الوالد إذا لم ترجع إلى صوابها إذا كان الوالد معروفاً بشدته وحزمه في مثل هذه الأمور، وإذا ناقشت والدها في الخفاء واتفقتما على منهج موحد وغير مباشر للتوجيه فهذا أحسن ومفيد.

ومن الضروري كذلك جعل هذا الأمر محصورا في أضيق نطاق لأن ذلك يسهل أساليب العلاج، ويحفظ للطفلة احترامها وحياءها.

وخير ما ننصحك به بعد تقوى الله وكثرة اللجوء إليه هو الالتزام في نفسك فإن أعين الأطفال معقودة بأعيننا فالحسن عندهم ما استحسناه والقبيح عندهم ما استقبحناه، واحرصي على أن تربي هذه الطفلة على الوضوح والمكاشفة وتنبيهها على المخاطر التي تحيط بمن لا يطيع الله ولا ويؤمن به، ويحتكم لشريعته.

والله والموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً