الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابني يشتمني ويضربني ولا يسمع الكلام مطلقا! كيف أتعامل معه؟

السؤال

السلام عليكم
جزاكم الله خير الجزاء على كل ما تقدموه.

ابني بعمر 4 سنوات، خارج المنزل خجول جداً، انطوائي، يلعب نادراً مع الأولاد، هادئ، يكره المدرسة، عكس شخصيته تماماً في المنزل، عصبي جداً، لا يسمع كلامي، أو كلام والده مطلقاً، سريع الغضب عندما يطلب شيء ما مني أو من أحد إخوته علينا التنفيذ حالا، وعندما يغضب يشتمني ويضربني، وعندما أقول له لا يجوز أن تضرب أمك، يزداد غضبه، ويبدأ برمي كل شيء أمامه، وعندما أطلب منه شيء وأصر على طلبي يقوم بدوره بالطلب من أخيه الأكبر منه بثلاث سنوات، وإن رفض أخاه مسايرته يبدأ بضرب أخيه أو البكاء، وبعدما تنتهي نوبة غضبه أجلسه بحضني وأحاوره، وأوضح له خطأه، فيجيبني بعند أكثر، ويصر أن ما فعله صحيح.

سؤالي: كيف أتصرف معه بشكل عام؟ وكيف أتصرف عند غضبه هل أتجاهله؟ ولماذا هو متنمر على أخيه الأكبر؟ ولماذا هو قوي الشخصية في المنزل ضعيف وخجول خارجها؟

أكثرت من الأسئلة، لكني في ضيق وحيرة كبيرة في التعامل معه.

علماً بأنه أصغر أولادي؛ فعندي بنت وولد توأم 15سنة، وبنت 10 سنوات، وصبي 7 سنوات، وهو الأخير.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -أختنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يصلح لنا النية والذرية، وأن يرزقنا جميعا رضاه إنه الكريم رب البرية.

ابننا يمر في مرحلة العنف اللفظي والعناد، والمعالجات الخاطئة تعمق الخطأ كما إن إعلان العجز يشجعه لمزيد من التمادي، ويبدو أنه وجد جرعات زائدة من الدلال، وهذا ما يحصل عليه آخر العنقود في كثير من البيوت.

ولإصلاح الخلل لا بد أولا من التوجه إلى الله عز وجل، ثم عليكم اتباع الخطوات التالية:
1- الاتفاق على خطة موحدة في التعامل معه.

2- زيادة الاهتمام بما يفعل من الصواب، والإهمال والتغافل عنه عندما يظهر منه العدوان والإساءة، فالتركيز على الإيجابيات يزيدها، والاهتمام بالسلبيات يضاعفها ويرسخها.

3- تجنب مواجهة عناده بالعناد.

4- عدم الإكثار من التعليمات واختيار أوقاتها والاهتمام بالنبرات عند مطالبته بأي شيء.

5- عدم الضحك عندما يشتم أو يسب؛ لأن في ذلك تشجيعا له على التمادي، ولكن عليكم بالإهمال والتغافل وترداد ألفاظ بديلة جميلة.

6- عدم الاستجابة لطلباته حتى لو بكى فالبكاء لا يضره، ولا تعوضوه إذا كسر ألعابه، وعليكم محاورته بهدوء وإقناعه بأن الضرب والعناد وتحطيم الأشياء ليست وسائل لنيل الحقوق.

7- عرضه على طبيب نفسي، وقراءة الرقية الشرعية عليه.

8- زيارته في المدرسة، وتوزيع الحلوى على من حوله، والحرص على دمجه، مع أقرانه في اللعب، وهذا دور مهم للمعلمة.

9- تخصيص وقت له، ومشاركته في اللعب.

10- عدم السماح له بالعدوان على من حوله، وإشعاره أن ذلك قد يؤدي لبعدهم عنه.

11- تحسين صورته عن نفسه بتسليط الأضواء على إيجابياته، وذكرها أمام الأهل وتذكيره بها قبل نومه.

12- الاستمرار في التواصل مع الموقع، ونتمنى عرض موقف كامل مع طريقة تعاملكم مع الموقف.

13- إشراكه في إصلاح ما أفسد حتى يدرك أنه سوف يدفع ثمن ما يقوم به.

14- عدم الموافقة على مكافأته إذا اشترطها.

15- التركيز على المكافآت المعنوية مع وجود إنجازات حقيقية.

هذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه.

ولا داع للانزعاج، فالطفل صغير، وفرص الإصلاح والعلاج كبيرة، ونتمنى اتباع التوجيهات أعلاه ورصد التغير أو التحسن.

نسأل الله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً