الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرقية الشرعية هي الطريقة المرضية لعلاج السحر وآثاره.

السؤال

ما هي الوسائل المتاحة علمياً أو دينياً لإيقاف أي نوع من أنواع السحر عن أي إنسان أو عائلة تؤمن بالله والمحبة؟
نرجو الإيضاح.
والله ولي التوفيق.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عماد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله العظيم أن يصرف عنكم الشر وأهله، وأن يلهمنا جميعاً السداد والرشاد، وأن يعيذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.

إنه لن يحدث في كون الله إلا ما قدره الله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، وعجباً لأمر المؤمن؛ أن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له.

والسحر من عمل الشيطان وأعوانه، وللسحر تأثير وله حقيقة، والساحر كافر، ولا يفلح الساحر حيث أتى، ولا يستطيع أن يضر أحداً إلا بإذن الله، قال تعالى: ((وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ))[البقرة:102].
والإصابة بالسحر كأي نوع من أنواع الابتلاء، وعظم الجزاء مع عظم البلاء؛ ولكن المؤمن يدفع أقدار الله بأقدار الله سبحانه، فالمرض قدر والدواء قدر، والدعاء والقضاء يتعاركان في السماء والأرض.

والشيطان ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون، ولذلك فإن الشيطان الذي ينفذ للساحر مراده بعد أن يشرك بالله ويفعل المعاصي لا يستطيع أن يقترب من عبدٍ ذاكر لله، وقد ذكر ابن القيم وبعض السلف أن الشيطان إذا اقترب من عبدٍ ذاكرٍ لله صرع، فتلْتف حوله الشياطين فيقولون: ما بالك؟ فيقال: صرعه إنسيٌّ ذاكر لله، وكذلك قال العلماء إن الإنسان الذي يحافظ على أذكار الصباح والمساء ويكثر من تلاوة القرآن ويحافظ على طهارته ويوحد ربه لا يصاب بالعين ولا بالسحر ولا بالشياطين ابتداءً، وإن حدث ذلك فإنه يكون في غاية الضعف وسرعان ما يزول ذلك الأثر بحول الله وقوته.

ولا شك أن السحر له أنواع، وكل نوع له علاج يناسبه، ولابد للعلاج أن تتوفر فيه الشروط التالية:

1- أن يكون بالكتاب والسنة، وباستخدام الآيات المناسبة لذلك؛ مثل قوله تعالى: ((إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ))[يونس:81]^، وقوله: ((وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ))[البقرة:102]^.
2- أن يكون باللغة العربية وبكلام مفهوم.

3- أن يعتقد المريض والمعالج أن الشفاء من الله وحده.

4- أن لا يصاحب العلاج طلبات غريبة وعبارات شركية؛ كالذبح لغير الله.

5- أن يحاول الإنسان في البداية أن يعالج نفسه بنفسه.

6- أن يكون المعالج ممن يلتزم بالكتاب والسنة في الظاهر، مع محافظته على الشعائر وورع عن المحارم.

ونحن نؤمن بوجود الجن وبأن السحر حقيقة وله تأثير، ولكن كل ذلك بإذن الله، ولكن من الخطأ أن يصاب الناس بالوساوس؛ فإذا حدثت أشياء عادية أو أمراض قالوا هذا بتأثير السحر، وأرسلوا التهم يمنة ويسرة، وانتشرت العداوات والخصومات.

والمسلم يؤمن بالله وحده ويحب الخير للناس، والصواب أن نقول نؤمن بالله ثم بالمحبة، مع ضرورة أن تكون المحبة على أساس الإيمان، ومما يساعد على إيقاف السحر نشر الوعي الديني وبيان حرمة السحر وحرمة التعامل مع الدجالين والكهان، وبيان أن من أتى عرافاً أو كاهناً أو ساحراً لم تقبل له صلاة أربعين يوماً، أما من يأتي إلى الكاهن والعراف والساحر وصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، مع ضرورة إقامة حكم الشريعة على الساحر.
والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً