الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خلاف عائلي وموقف والدي لمن أردتها زوجة يقف عائقا بيني وبينها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

طبيب، أبلغ من العمر 31 عاما، مطلق، قبل حوالي السنة تعرفت على إحدى الموظفات التي تعمل معي،
صراحة وجدت فيها ما كنت أفقده في زوجتي السابقة، وللصراحة أكثر أرى جميع عيوبها وهذا من أهم ما يكون حتى لا يعلق أحدكم ويقول إن الحب يعمي عن العيوب، لا أعيش حالة الحب، بل فتاة أرى فيها زوجة ممكن أن أكون سعيدا معها.

بقيت على تواصل معها، وبعد دراسات كثيرة وبهدف عدم الخوض في الخطأ وزواج فاشل مرة أخرى أخذت قرار الزواج.

أهلها فقراء يأكلون ويشربون ولا يملكون أكثر، على العلم أنها ناضلت حتى حصلت على شهادتها الجامعية في ظل ظروف الفقر المحيطة بها.

تواصلت مع والدي للتقدم لخطبتها، ونظرا للوضع الحالي وهو وجود أهلي في بلد، وأنا في بلد، والفتاة في بلد آخر كنت قد غادرته منذ فترة قليلة لا تتخطى النصف سنة، بدأ تواصل أهلي معها وأحبوها لشخصها ولطريقة تصرفها معهم، وفي الموعد المحدد الذي كلمني والدي فيه وقال لي سوف نلتقي في البلد الفلاني ونذهب لزيارة أهل الفتاة لخطبتها كانت الأمور تسير على خير حتى لحظة دخول والدي إلى منزلهم، لم يعجبه شكل والدها، ونظر إليه على أنه مثل الحشاشين (شكلا)، لم يرتح أبي لعلاقتي بهذه العائلة، وأصر على أنه لا يملك أي شيء ضد الفتاة، ولكن لا أريدك أن تناسب والدها.

أخبرته بأنني أهتم لأمر الفتاة ولا يعنيني والدها، فرد علي إما أنا فيهمني والدها فهم ليسوا من مستواك، أنت طبيب اذهب وابحث عن بنت وزير أو عن طبيبة، ارتق بنفسك بدل خطبة فتاة من عائلة فقيرة فشكل أهلها مخيف، أصر أبي على موضوع أن أهلها يطمعون بما في جيبك، على العلم أنني مؤخرا فقط حصلت على وظيفة جيدة ولست غنيا، وللعلم أن أبي غير متعلم، وأمي وأبي مطلقان، وأبي متزوج من أخرى، ما أقصده أن حالنا ليس من حالات العائلات المثالية التي يتطلع لها الإنسان عادة، قال لي: أنا سوف أنصحك، ولن أقف في وجهك، وهذا قرارك.

حرصت على الموضوع، وحددت مع أبي الفتاة موعدا للطلب، والساعة، وكل التفاصيل، قبل يومين وبعد أن قام والدها بعزيمة الأقارب لحضور قراءة الفاتحة غير أبي رأيه، وقال لي: اذهب واخطبها وحدك ولن أكون معك، طبعا بعد نقاش واحتداد في الكلام استمر أبي على رأيه، وأصبح موقفي ضعيفا، كيف أخبر والدها وكيف أخبرها.

طبعا أخبرت الفتاة أن أبي لا يريد أن يأتي، وأخبرتها عن السبب ولكن بطريقة محترمة، غضب والدها وادعى أمام الناس أن والدي قد توفي وهذا ما سيلغي الخطبة، الفتاة تصرفت بطريقة خاطئة حيث أرسلت رسالة مفادها أنكم لم تكونوا رجالا عند كلمتكم، وبعد الاتفاق خذلتموني، وأنتم شر، وخلصني الله منه، أبي حصل على ورقة قوية الآن ليساومني على أنها شخص سيء بالرغم من أنها ظلمت بالموقف الذي حصل، وأنا أيضا ظلمت لأنك وعدتني أنك لن تقف في وجهي ووضعتني في موقف سيء.

حاولت أن أكلم والدها للاعتذار عن ما حصل إلا أنه أجابني أنا الذي أعتذر ولن أثق بكم مرة ثانية، وليس عندي فتاة للزواج، وحصل شجار بيني وبين والدي وكان عبارة عن رفع في الأصوات وليس مني بقدر ما كان منه مع ألفاظ نابية.

أكتب لأسمع الرأي، وليس عندي سؤال معينا.

بحثت عن الزواج مع فروق المستويات المادية والاجتماعية وما زلت لست أرى أي مشكلة في ارتباطي بمن هم فقراء حتى لو أنني متعلم وأمتلك والوظيفة.

بانتظار تعليقكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ أسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

اعلم وفقك الله أن الحصول على الزوجة الصالحة مطلب كل إنسان، وإن طريقة البحث يجب أن تكون صحيحة وغير مخالفة للشرع،
وأن تكون طريقة التواصل والتعارف منضبطة بالشرع خلال فترة الخطبة؛ لأنها ما زالت امرأة أجنبية عنك، ولذا ننصحك بالتوبة والاستغفار من أي مخالفة شرعية وقعت مع تلك الفتاة أثناء فترة التعرف عليها.

كما أن معيار الزوجة الصالحة هي صاحبة الدين والخلق، قال صلى الله عليه وسلم: (تنكح المرأة لأربع لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك).رواه ابو داود والنسائي.
حيث المصطفى -صلى الله عليه وسلم- على الظفر بذات الدين الذي هو غاية المقصد ومنتهى الاختيار، وإذا انضاف إلى الدين الجمال وغيره من الصفات المذكورة فحسن، وإلا كان الدين أولى وأجدر بالاختيار.

وعليه: فإن كانت المرأة تلك ذات دين وخلق فالظفر بها مطلب، وإمكانية إقناع والدك بها سيكون أسهل وأيسر؛ نظرا لدينها وخلقها مهما كان مستواها الاجتماعي.

لكن الذي يظهر من القصة أن الموضوع لم يراعي هذا الشرط، وإن والدك ربما رابه حال أهلها من خلال ما راه على والدها، ثم إن ما حصل بينكم بعد ذلك من خلاف يدل على ذلك.

لذا ننصحك بإعادة النظر في وصف المرأة التي تريدها أن تكون زوجة لك في المستقبل وهو توفر الدين والخلق فيها، فإن كانت
هذه المرأة كذلك فيمكن معالجة الموضوع وإقناع الطرفين بالتصالح من خلال إدخال طرف ثالث موثوق للجميع، وحل الخلاف وديا، وإكمال الخطبة والزواج.

وإن لم تكن كذلك وهو الذي ظهر لي من الوصف وقد وقع الخلاف وفسدت العلاقة بينكم فننصحك بصرف النظر عنها، وقطع العلاقة بها، والبحث عن امرأة غيرها، وعسى أن يعوضك الله خيرا منها.

كما ننصحك بالاعتذار من والدك وطلب العفو منه، وعدم إغضابه أو رفع الصوت عليه مهما حصل منه، والنزول عند رغبة والدك في حال إصراره على عدم الموافقة علي خطبة تلك الفتاة واحتساب الأجر في ذلك فإن البر بالوالدين فريضة وطاعتهما واجبة، ورضى الله في رضاهما وسخطه في سخطهما، وإن شاء يعوضك الله خيرا، فمن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً