الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبل الثبات على الصلاح وتجنب المنكر والشهوات؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب في منتصف العشرينات، أجد في نفسي صراعا شديدا بين الخير والشر، فتارة تجدني أبكي خشية من الله، وتدمع عيني، ويرق قلبي عند سماع أحاديث الصحابة وسيرهم، وفي وقت قصير جدا أجد الشهوات تتحرك في قلبي، وتجذبني، منها الجنسية وغيرها، فما السبيل للثبات؟

أعانكم الله أعينوني بجواب شاف.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أخي الكريم- في موقعنا، ونسأل الله أن يثبتك على الحق، والجواب على ما تقدم:

بداية عليك أن تحمد الله على نعمة الهداية والتوفيق، وبهذا يزيدك الله من فضله، ثم اعلم أن نعمة الهداية حتى تدوم وتزداد، وتؤتي ثمارها عليك أن تأخذ بأسباب الثبات على الدين والتي منها:
* تقوية الإيمان بطاعة الله، والمدوامة على العمل الصالح.
* أن تكون لك رفقة صالحة تعينك على ذلك.
* أكثر من قراءة القرآن الكريم، وحافظ ما استطعت منه.
* داوم على أذكار الصباح والمساء والذكر في كل وقت.
* عليك الإكثار من الاستغفار، وقول: لا حول ولا قوة إلا بالله.
* عليك بقراءة سيرة الأنبياء والصالحين.
* وادع الله كثيرا وخاصة في أوقات الإجابة أن يمن عليك بالثبات على الدين.

أما قوة الاندفاع في الشهوات ومنها الجنسية، فهذا أمر يحتاج منك إلى وقفة جادة، ومما ننصح به للخلاص من ذلك:
* الإقرار بالإثم والخطأ، وتصور حقيقة هذا المنكر، وأنك تريد الخلاص، وضرورة مواجهة النفس الإمارة بالسوء، هذا جزء من المعالجة، فاحمد الله على ذلك.
* عليك بسرعة التوبة إلى الله تعالى بإخلاص وصدق، والعزم المؤكد من القلب على ترك هذا الأمر.
* عليك الإكثار من الاستغفار والذكر، وقراءة القرآن، والمحافظة على الصلاة، والإكثار من قول لا حول ولا قوة الا بالله، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
* عليك أيضا الدعاء والتضرع إلى الله بطلب العفة في كل وقت، وخاصة في ساعات الاستجابة. 
* السعي الجاد إلى التغيير بقرار شجاع، مع الاستعانة بالله تعالى، وذلك بتغيير العادات التي تدفع إلى الوقوع في الشهوات، فلا تقفل على نفسك الغرفة، ولا تكثر السهر، ولا تكثر الخلوة، وعليه ترك الرفقة السيئة التي تكون سببا في هذه الشهوات.
* عليك أن تشغل نفسك بكل نافع ومفيد.
* يجب عليك إبعاد الأجهزة الالكترونية المهيجة للحرام.
* ومن وسائل التغيير السعي إلى طلب الزواج لما فيه من تكوين الاستقرار النفسي، وتفريغ الشهوة بطريق مباح.
* إذا لم يتيسر الزواج في الفترة الراهنة، فينبغي الإكثار من الصيام، وترك تناول الأطعمة المهيجة للشهوة.
* ومن أقوى طرق الخلاص استشعار عظمة الله، ومراقبته في كل حال، وأنه مطلع عليك وسيحاسبك على نظرة حرام. 

كما أوصى لقمان الحكيم ابنه، كما حكى الله عنه قال تعالى: {يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ} سورة لقمان آية ١.
 
وفي الأخير، ترك الشهوات قراره بيدك، وأنت قادر الآن على البدء في الخلاص منه، فلتكن صاحب إرادة قوية، وأن تحدد الهدف بدقة، ولتكن شجاعا وصبورا.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مجهول خالد

    السلام عليكم
    مرحبا
    والله يااستاذ انا عم طبق

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات