الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يقتلني الندم لتقصيري في قيام الليل، فما إرشادكم؟

السؤال

السلام عليكم.

أصبحت منذ فترة، والحمدلله مواضبة على قيام الليل، وقراءة البقرة إلى حين أذان الفجر، ثم أصلي الفجر وأعود إلى النوم.

منذ عدة أيام أصبح استيقاظي للقيام صعبا، ربما لأنني متعبة من العمل، فأنا أعمل في المشفى، وهذه الفترة أداوم بالليل، بالعمل أصلي ولا أترك صلاة حتى لو تأخرت قليلا بسبب انشغالي، لكن عندما أعمل بالليل لا أترك القيام وكل هذا، وعندما أعود إلى البيت قبل النوم أصلي الضحى، وأضبط المنبه عند كل وقت صلاة حتى لا تفوتني، وفي الليل عندما لا أشتغل أكون متعبة فيصعب على القيام. أحيانا أقوم وأجاهد الخشوع، لأنني أشعر بالنعاس، وأحيانا لا أسمع المنبه.

البارحة كنت مريضة ومتعبة، الحمدلله على كل حال، سمعت المنبه لكنني لم أستطع القيام لصلاة القيام كنت حقا متعبة ومريضة.

عندما أستيقظت صباحا أصبح الندم يقتلني، والحقيقة هذا هو شعوري في كل مرة لا أصلي فيها قيام الليل، أصبح نادمة وأخاف أن يغضب مني ربي بسبب تقصيري.

كيف أصلح ما بدر مني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Mayssa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختي الكريمة-، ونسأل الله أن يثبتك على الحق، والجواب على ما ذكرت.

بداية اعلمي أنك في نعمة عظيمة كونك تحرصين على الصلاة في وقتها، وكذلك قيام الليل، وهذه نعمة حرم منها الكثير بسبب بعدهم عن الله، فأسأل الله أن يعينك على ذلك، وأن يتقبل منك.

أما مسألة النوم والشعور بالتعب أنت طبيبة، ويمكن أن تبحثي من الناحية الصحية، ولا يمكن لي أن أقدم لك نصحا في هذا، ولكن النوم أو التثاؤب إذا كان ينزل عليك وقت الصلاة وبعد أخذ قسط وافر من النوم، فأظن أن هذا يحتاج منك إلى قراءة الرقية الشرعية، فلعل أن لديك مرض من عين أو حسد، وبالرقية يتبين وجوده أو لا، ثم إذا كان موجودا فاستمري في الطاعات، وقراءة الرقية الشرعية حتى يذهب عنك.

وجانب آخر، أرجو أن لا تشعري بأي تأنيب للضمير أو قلق أو حزن، وليس عليك إثم في ذلك إذا ما فاتك ليلة عن قيام الليل بسبب النوم، ويفضل أن تقضي صلاة الليل شفعا في النهار، فعن عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ نَامَ عَنْ حِزْبِهِ أَوْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ، فَقَرَأَهُ فِيمَا بَيْنَ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَصَلَاةِ الظُّهْرِ كُتِبَ لَهُ كَأَنَّمَا قَرَأَهُ مِنَ اللَّيْلِ".رواه مسلم.

فالحديث يدل على مشروعية اتخاذ ورد في الليل، وعلى مشروعية قضائه إذا فات لنوم، أو لعذر من الأعذار، وأن من فعله ما بين صلاة الفجر إلى صلاة الظهر كان كمن فعله في الليل.

وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ نَامَ عَنِ الْوِتْرِ أَوْ نَسِيَهُ، فَلْيُوتِرْ إِذَا ذَكَرَهُ أَوِ اسْتَيْقَظَ" رواه أحمد.

ويمكن تدارك قيام الليل إذا حصل التقصير فيه بشكل مستمر، بأن تصلي من الليل بما تقدرين عليه من القيام، ولو كان قليلا، فقليل دائم ولا كثير منقطع، وصلي من أي وقت سواء في أول الليل أو في وسطه أو في آخره، ثم عليك بتخفيف العمل في النهار حتى لا تشعري بالملل أثناء قيام الليل، وأن تكوني على طاعة الله في النهار حتى يعينك الله على قيام الليل، وأكثري من الدعاء أن يثبتك الله على القيام، وأيضا نظمي الوقت بحيث تجمعين بين النوم والقيام بشكل متوازن.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات