الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد مكنم مساعدتي في بحثي الدراسي

السؤال

السلام عليكم.

أنا طالب بسلك الماجستير، وأرجو منكم مساعدتي في إعداد خطة لبحثي المعنون بـ "الفكر النسوي العربي وأبرز انحرافاته في التأويل -تاريخية النص أنموذجاً-".

جزاكم الله خيراً، ونفع بكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -أخانا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والتواصل، ونحيي اهتمامك بموضوع الفكر النسوي، وما جر معه من تشوهات فكرية، وانحرافات عقدية، وتفلتات على خط المبادئ والقيم المؤسسة للتصور الإسلامي الذي ينطلق من ثوابت الوحي وسلامة الفطرة التي فطر الله الناس عليها، ونسأل الله أن يرزقك العلم النافع والعمل الصالح.

لا شك أن أساتذتنا الأكاديميين العاملين في حقول الدراسات العليا في جامعاتنا هم الأقدر على تحديد المسارات للطلاب، لكونهم الأعرف بما تم إنجازه وما يحتاج إلى مزيد من البحث.

لا يخفى على أمثالك من طلاب العلم أن البحث الناجح هو: الذي يضيف جديداً، أو يجمع مبعثراً، أو يختصر مطولاً، أو يشرح غامضاً.

ونحن ندرس في هذا الجانب ينبغي أن نصطحب المؤشرات الواردة في حديث النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحاح: (صنفان من أمتي من أهل النار لم أرهما، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤسهن كأسنمة البخت المائلة)، والحديث من معالم نبوته عليه صلاة الله وسلامه، وكأنه عليه صلاة الله وسلامه وقف في شواطئنا، أو قرأ صحفنا ثم وصف ما يشاهد وما يقرأ.

الإنسان يمتلئ عجباً عندما يقف عند قوله مائلات مميلات، مائلات في مشيتهن مميلات لقلوب النساء والرجال، مائلات عن المنهج الصحيح مميلات لقلوب النساء والرجال، ولعل الميلان الفكري والمنهجي هو محور وفحوى فكرة البحث، وتاريخ الانحراف قديم، وبوادر التشوهات في المظهر وفي الفكر لم تظهر إلا بعد قرون من البعثة المحمدية.

قد كان الانحراف في فهم النصوص، بل والاعتماد على نصوص لا تصح من أكبر وأخطر ما واجه أمتنا على الصعيد الفكري، ونتمنى أن ينتبه الطلاب والباحثون والمعلمون إلى محاصرة المنحرفين؛ أولاً: بإثبات عدم صحة النصوص التي يعتمدون عليها قبل أن يدخلوا معه في التفاصيل، ثم: علينا أن نطالبهم بفهم الإسلام كدين متكامل، وقيم ومبادئ متعانقة متسقة، ثم: علينا أن ندعوهم إلى التجرد من الهوى والابتعاد عن فهم الدين انطلاقاً من عللهم وتصوراتهم المتأصلة في نفوس مريضة.

قد تحتاج إلى إبراز ما يلي:
- النظرة للمرأة عند الأمم، ثم عرض جمال وكمال منهج الإسلام؛ فبضدها تتميز الأشياء.

- تصحيح الأساطير التافهة التي تربط بين المرأة والخطيئة ابتداءً من خروج أبينا من الجنة.

- تصفية وتنقية مصادر التلقي واعتماد ما يصح وربطه بأسباب الورود والاتكاء على فهم السلف الكرام.

- تصحيح المفاهيم المتعلقة بفكرة المساواة التي نشأت في أوربا؛ للمطالبة بالمساواة في الأجور لتنقلب فجأة إلى مطالبة بالمساواة في كل شيء، رغم تصادمها مع الفطرة السليمة، بل ومع الدراسات العلمية التي تصدهم في كل صباح بفساد فكرتهم، وباستحالة تحقق مطالبهم.

- دراسة الظروف النفسية للناشطات الخارجات عن منهج الأمة وتراثها، ومن يقف معهن ممن هم من بني جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا، ولا أقول يمرقون من الدين وحدهم ولكنهم يحاولون جر الآخرين معهم بحيل وأكاذيب يعجز الشيطان عن بعضها.

- الإشارة إلى الأقوال المنصفة والواضحة التي تكلم بها بعض الغربيين عن الإعجاز في ديننا، وعن الخواء عند اللاهثين حول السراب من الغربيين وأذنابهم في عالمنا العربي والإسلامي.

- تحديد مصطلحات الدراسة، والتفريق بين مصطلح الحركة النسائية وبين التوجه النسوي العربي، وإذا كانت بداية التكتلات قد هدفت إلى الدفاع عن قضايا المرأة فإن النهايات وصلت إلى مفهوم سحق الرجل، ودخل في المؤسسات النسوية رجال أقرب للنساء المنحرفات فكراً وسلوكاً ومظهراً.

- ملاحظة الترابط بين الناشطات من حيث الإعلان والإعلاء لجهود بعضهن، ومن خلال تنوع وتكامل المطروح، فمنهن من كتبت من كرسي الضحية وقد تكون فعلاً ضحية لتشوهات سببها البعد عن الإسلام والجهل به، ومنهن من تنطلق من خلفية دينية هكذا يزعمن لتطعن في الدين بلباس من الدين، وفيهن من تكتب من منصة التقليد للغربيات، ومنهن من تجاهر بعدائها للأديان، بل وربما للفطرة السليمة.

مما يعينك على استجلاء هذه الأمور الدراسات والإصدارات المنسوبة لمركز باحثات، ومنها كتاب الاتجاه النسوي في الفكر المعاصر للأستاذة سامية العنزي، بالإضافة إلى مجهودات الأستاذ فؤاد العبد الكريم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً