الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من آلام في القلب والظهر والكتف، فهل يعقل أن القلق سبب ذلك؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا شاب عمري 23سنة، أعاني منذ أربعة أشهر أو أكثر بآلام في صدري في الجهة اليسرى، وآلام في ظهري وكتفي الأيسر.

بدأت حكايتي مع هذه الآلام في آخر يوم من رمضان الكريم، عندما كنت نائما، بدأت رجلي بالتنميل، وبعدها انتقل الخدر إلى كامل جسمي، فنهضت بسرعة من مكان نومي، فظننت أني سأموت، فقد كنت بالكاد أتنفس، وشعرت بدوخة، وغثيان، وفشل عام، وبعد مدة رجع كل شيء على ما يرام، ولكن كانت هناك آلام في الجهة اليسرى من صدري جهة القلب، وتزداد الأعراض ليلا عندما أريد النوم، حتى أصبحت أخاف أن أستلقي في الفراش وأنام.

وبدأت أفكر في أني مريض بالقلب، فزاد الأمر سوءا، وفي خلال شهر من التفكير والقلق وعدم النوم نقص وزني 7 كيلو، وفي كامل هذا الشهر لم أذق طعم الراحة، فلقد كنت دائم التفكير في الموت، وأن قلبي سيتوقف، ولا أخرج من المنزل، ولا أذهب لأي مكان ليس به أشخاص؛ خوفا من أن تصيبني نوبة قلبية وأنا وحدي أو بعيدا عن المستشفى.

بعدها ذهبت إلى طبيب القلب، وعملت تخطيطا للقلب، وإيكو، وكان كل شيء سليم.

بعدها بأيام ذهبت هذه الآلام، وظهرت آلاما أخرى في وسط صدري، مع كتمة، بحيث لا أستطيع أخذ نفس عميق، جلست على هذه الحالة لمدة أسبوع، ثم ذهبت إلى أخصائي صدر، فعملت أشعة صدر وكل شيء كان سليما.

قال لي الطبيب: بأني أعاني من قلق، وبعد مدة تحسنت حالتي قليلا، ورجعت الآلام لصدري وقلبي وظهري وكتفي، وقد كنت كثير القراءة عن أعراض مرض القلب، والتفكير في أني سأموت قريبا.

فقدت طعم الحياة، مع العلم أني شخص رياضي، أقوم برياضة الجري 4 مرات في الأسبوع، ولكن منذ أن جاءتني هذه الأعراض توقفت لمدة شهر، ثم رجعت أمارس الرياضة ثانية، لكن عندما أجري أحس بوجع في كتفي الأيمن أو الأيسر، مع وجع في الجهة اليسرى تحت القلب في آخر أضلاع القفص الصدري.

لم أفهم حالتي، هل أنا مريض قلب أم أنه مجرد قلق؟

مع العلم أني شخص لا يعبر عن مشاعره، فأنا شخص كتوم للغاية.

كما أني أصبحت أوسوس بأي مرض أسمع عنه، وتصيبني أعراضه لمدة لا تقل عن أسبوع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يزن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

وصفك لحالتك واضح جداً، حالتك هذه من الناحية التشخيصية تسمى الأعراض النفسوجسدية أو الجسدنة، بمعنى أصلاً لديك قابلية للقلق والتوتر وشيء من المخاوف والوسوسة، وهذا يعبر عنه في شكل آلام جسدية، أو انقباضات في الصدر، أو خوف من مرض القلب، أو الموت كما تفضلت، فالذي لديك هو قلق مخاوف وليس أكثر من ذلك أدى إلى هذه الأعراض الجسدية.

أنت الحمد لله تعالى ذهبت لأفضل الأطباء، وقد طمأنك تماماً عن حالتك، ومن وجهة نظري حتى وإن لم تذهب إلى طبيب فحالتك واضحة جداً، لكن ما قمت به خطوة إيجابية، ويجب أن تطمئن على ما ذكره لك الأطباء، وأنصحك أن لا تكثر من التردد على الأطباء، هذا يؤدي إلى تولد التوهم المرضي والمزيد من الخوف والوسوسة، أنت مطالب بأن تتجاهل هذه الأعراض، وأن تعيش حياة صحية.

الحمد لله أنت تمارس الرياضة، خاصة رياضة الجري، وبعد أن توقفت عنها قد رجعت لها الآن، فهذا أمر جيد، واصل ممارسة الرياضة، عليك بالنوم الليلي المبكر؛ لأن ذلك يؤدي إلى ترميم كامل في عضلات الجسم وكذلك في الدماغ، اهتم بغذائك، طور ذاتك اجتماعياً ونفسياً.

أنت ذكرت أنك إنسان كتوم لا تعبر عن مشاعرك، لا، عبر عن مشاعرك، لا بد أن يكون لديك تواصل اجتماعي مع الذين تثق بهم، كون صداقات، فبناء النسيج الاجتماعي الإيجابي مفيد جداً، الالتزام بالواجبات الاجتماعية أمر ضروري، الصلاة مع الجماعة، بر الوالدين، هذا كله يفيدك كثيراً، ويصرف انتباهك عن هذا الذي تعاني منه.

أعتقد أنه سيكون من الجميل أيضاً أن تتناول أحد الأدوية المضادة للقلق، عقار مثل:
دوجماتيل، والذي يسمى سلبرايد، وهو دواء بسيط جداً سيكون مفيداً لك، يمكن أن تبدأ في تناوله بجرعة كبسولة واحدة يومياً قوة الكبسولة 50 مليجرام تناولها صباحاً لمدة أسبوع، ثم اجعلها كبسولة صباحا ومساء لمدة شهر، ثم كبسولة صباحا لمدة ثلاثة أسابيع، ثم توقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً