الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل من الطبيعي أن يبقى تأثير انقباض الرقبة والكتفين والشد بعد زوال القلق؟

السؤال

أولا شكرا لكم على هذا الموقع.

ودون إطالة، منذ ثلاث سنوات أصبت بتزايد ضغط القلب، والحمد لله بعد استشارة طبيب القلب، لكن بعدها أصبت بنوبات قلق متفاوتة، عندي انقباض أسفل الرأس إلى الرقبة، ويمتد للكتف كلما زاد قلقي وتوتري زاد ذاك الشد والانقباض، والمشكلة حتى بعد زوال القلق يبقى مستمرا، وأيضا عندما أمضغ الطعام أشعر بذاك الانقباض، ومع مرور الوقت والخوف منه أتوتر عندما أتحدث مع الناس، ويأتيني ذاك الانقباض في فروة الرأس والرقبة.

وعندي رجفة في اليدين، وتصلب الوجه، ذهبت لأخصائي نفساني ولم أتحسن، ثم طبيب نفساني وأعصاب، قال: عندي توتر وخوف، وأعطاني أدوية، لكن لم أشربها من الخوف والشائعات حول تلك الأدوية.

السؤال ماذا بي؟ وما هي حالتي؟ وهل من الطبيعي يبقى تأثير الانقباض حتى بزوال القلق؟ أقصد هل يبقى التأثير بزوال المؤثر؟

ثانيا: أعاني من دوخة وتشوش رؤية، هل لها علاقة بالشد والانقباض في فروة الرأس؟ كما أعاني من عدم التحكم بالشهيق والزفير، هل هذه نوبة خوف أو مرض عصبي؟

آسف، أنا حائر! حتى حالتي لا أعرف كيف أشرحها بالضبط، مع العلم أني قمت بتصوير الرنين المغنطايسي للدماغ.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أنيس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأشكرك على الثقة في هذا الموقع.
وصفك واضح جدًّا لحالتك فلا تنزعج، رسالتك وصلت، ومن الواضح أنه لديك أعراض قلق المخاوف، وهو الذي أدى إلى توترات عضلية مختلفة في جسمك ممَّا نتج عنه كل الأعراض التي تحدَّثت عنها، والقلق في حالتك - أيها الفاضل الكريم - هو جزء من شخصيتك، وربما تأتيك نوبات من القلق اللحظي أو القلق الظرفي، وهذا يزيد من أعراضك النفسوجسدية، وحين يختفي هذا القلق الظرفي يظلّ قلق الشخصية موجودًا؛ ممَّا يجعل هذه التوترات العضلية مستمرة.

فإذًا التأثير أصلاً باقٍ لأن المؤثِّر لم ينقطع كُلِّية، وهذا لا نعتبره مرضًا، هذه مجرد ظاهرة، وتجاهل الأعراض، وأن تعيش حياةً فيها شيء من الاسترخاء النفسي والجسدي من خلال: ممارسة الرياضة، والتعبير عن النفس، وتطبيق بعض التمارين الاسترخائية، والنوم المبكر، وعدم الانكباب على وظائفك الجسدية وتحسُّسها وملاحظة كل صغيرة وكبيرة.

اصرف انتباهك إلى ما هو مفيد، إلى ما هو جيد، الحياة مليئة جدًّا بالواجبات الاجتماعية وغيرها، ومتطلبات العمل، متطلبات الدراسة في حالتك، هذه كلها مشاغل يجب أن تصرف انتباهك إليها؛ لأن ذلك سوف يزيل انشغالك بنفسك ووظائفك الجسدية وما يحصل لديك من خوف، وحتى الشعور بالدوخة وتشوش الرؤيا نشاهده كثيرًا جدًّا لدى الذين يُعانون من القلق، ونسبةً لأن عضلة فروة الرأس هي عضلة طويلة وكبيرة وممتدة فهي أكثر العضلات التي يحدث فيها الانقباض خاصة بالنسبة للذين ينامون على أكثر من مخدة، فالوسائد المرتفعة تؤدي إلى نوع من الانشداد في عضلة فروة الرأس، مما يجعل الإنسان يحس فعلاً بهذه الانقباضات، لذا التمارين الرياضية والتمارين الاسترخائية - كما ذكرنا - وأن تنام على وسائد خفيفة، تنام على شقك الأيمن... هذا كله يساعدك في علاج هذه الحالة.

الحرص على العبادات مهم، الصلاة مطمئنة جدًّا، برّ الوالدين فيه خير كثير للإنسان، أن تكون دائمًا نقي السريرة، هذا - أيها الفاضل الكريم - أيضًا يرتقي بصحتك النفسية، واجعل لنفسك طموحات، وكن حسن التوقعات، اجتهد في دراستك لتكون من المتميزين.

لا مانع أبدًا من أن تتناول أدوية بسيطة، دواء واحدا مضادا للقلق مثل عقار (موتيفال) جرعة حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، سيفيدك كثيرًا. وإن لم تجد الموتيفال الـ (دوجماتيل) والذي يُسمى علميًا (سلبرايد) أيضًا دواء ممتاز، ابدأ في تناوله بجرعة خمسين مليجرامًا صباحًا لمدة أسبوعين، ثم اجعلها خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة شهرٍ، ثم خمسين مليجرامًا - أي كبسول واحدة - لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً