الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أحسب حسابا لمستقبلي، ولا أستوعب معنى الوقت والمستقبل.

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب، عمري ٢٥ سنة، لكنني أتصرف دائما كالأطفال، الجميع يقولون ذلك، وأنا بدأت أحس بذلك ولكن لا أستطيع التوقف، لقد ألقيت نفسي في ديون كثيرة كوني مصاب بهوس الشراء، ولكن دائما ما أتصرف دون مسؤولية، ولا أحسب أي حساب لأي شيء، لقد فشلت في الجامعة ٤ سنوات وأنا أعيد في السنة الأولى إلى أن سافرت إلى ألمانيا، والآن أنا في ألمانيا منذ ثلاث سنوات، وقد فشلت في تعلم اللغة بشكل جيد، وفشلت في الثبات في عمل؛ لأنني دائما ما أتغيب عن العمل أو أعمل بكسل، أهلي يشعرون أنني أعاني من تخلف عقلي بسبب تصرفاتي، حتى أنني أقفز وأصدر أصواتا كالأطفال الصغار أحيانا، ولا أحسب حساب شيء.

لا أحسب حسابا لمستقبلي، عمري٢٥ عاما ولا أحمل سوى الشهادة الثانوية، وأريد أن أدرس للجامعة ولكنني لا أتحرك من مكاني بسبب أنني لا أحس ولا أستوعب معنى الوقت والمستقبل، دائما ينصحني أهلي وأصدقائي، ولكن لا أحس ولا أستوعب كلامهم جيدا وكأنني عديم الإحساس والمشاعر، أشعر أني دائما لا أستطيع ضبط نفسي، وأن أكون كباقي أصدقائي.

أرجو تشخيص حالتي، وإعطائي حلا لها، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا وأخانا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، الذى يدل على أنك بدأت الخطوة الأولى في التصحيح، ونحن سعداء بتواصلك في هذا الموضوع، ونسأل الله أن يلهمك الرشد والسداد، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لك وبك لأهلك الآمال.

بعد شعورك بالخلل نحتاج إلى إرادة حقيقية منك ودافعية للتغيير، وربنا يقول: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) فالخطوة الأولى ينبغي أن تكون منك، وإذا صدقت مع الله جاءك الصدق والتوفيق والخير، وننصحك بما يلي:

1- عليك بكثرة اللجوء إلى الله باضطرار وإلحاح.
2- تعوذ بالله من العجز والكسل، فالعجز نقص في التخطيط، والكسل نقص في التنفيذ وهذا قبس من الأدعية التي جاءت عن رسولنا صلى الله عليه وسلم، وهو دليل على البلاغة النبوية.
3- تفكر في عواقب التصرفات التي ينقصها النضج، وتأمل ما تتركه من انطباعات على المحيطين بك.
4- اعلم أن للجد أوقاته وهي الأصل، وللمرح أوقاته القليلة، وينبغي أن يكون بمقدار ما يعطى الطعام من الملح، فالطعام الكثير يكفيه قليل من الملح.
5- ننصحك بمقابلة طبيب لقياس القدرات العقلية التي عندك، وكنا نتمنى أن تعرض خلفيتك الاجتماعية، من حيث ترتيبك بين أفراد الأسرة ومواقف الطفولة، وطريقة التربية، بالإضافة إلى مدة بقائك في رحم الوالدة، ووزنك عند ميلادك.

6- مجالسة العقلاء الفضلاء الصالحين الجادين في حياتهم.
7- تدريب النفس على تحمل المسؤولية، ومن ذلك عمل جدول وبرنامج ملزم تحدد فيه ما تريد عمله، مع بيان مدة الإنجاز، وحرمان نفسك من بعض المحبوبات في حالة عدم الالتزام بالبرنامج.
8- المواظبة على الصلاة في أوقاتها، وخاصة صلاة الفجر التي هي أول علامات الجدية، وهي دليل على النشاط.
9- المواظبة على ذكر الله في المساء والصباح؛ لأن ذلك عنوان للفلاح بعد اتخاذ أسباب النجاح.
10- لا تشتري ما لا تحتاج إليه، واعلم أن الأمر سينتهي إلى حرمانك مما تحتاجه فعليا في المستقبل.
11- تشاور مع مستشاري موقعك، وشاور من حولك من العقلاء قبل أن تتصرف أو تشتري.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد ونسعد بتواصلك مع موقعك، ونسأل الله أن يحفظك ويسددك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً