الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عانيت من القلق ونوبات الهلع ولم أستفد من العلاج، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم

عانيت قبل 3 سنوات من القلق لأول مرة، فذهبت لطبيب نفسي، فصرف السليبرالكس بالتدريج حتى وصلت لجرعة 20 ، ودجماتيل لجرعة 100، واستمررت عليها 3 سنوات، وتحسنت عليها بعد 3 سنوات.

نصحني الطبيب بالتوقف عنها بالتدريج، وفعلت هذا حتى أوقفته لمدة 3 أشهر، بعدها عاودتني المخاوف والقلق مع نوبات هلع، فراجعت الطبيب، فنصحني بالعودة للسبراليكس والدجماتيل بالتدريج، حتى وصلت لجرعة 20 للسبرالكس والدجماتيل 100 ، لكن أمضيت على هذه الجرعة مدة 7 أسابيع بتحسن خفيف جداً، فعاودت للطبيب، فأضاف لي البروزاك 20 ، ورفع جرعة الدجماتيل إلى 200.

الآن استخدمت هذه لمدة أسبوع لكن القلق والخوف يلازمني جداً، حتى أنني لا أستطيع الخروج من المنزل، والقلق أهلكني جداً خاصة في فترة الليل، فأرشدوني جزاكم الله خيرا ما سبب انعدم استفادتي من جرعة السبرالكس 20 والدجماتيل 100، كما استفدت منها لثلاث سنوات ماضية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Omar حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

السبرالكس – أو الاستالوبرام – هو من فصيلة الـ SSRIS، وهو مضاد للاكتئاب، ويُساعد في علاج القلق. أمَّا الدوجماتيل – أو السلبرايد – فهو في الأساس مضاد للذهان، ولكنه بجرعات صغيرة من خمسين إلى مائة وخمسين مليجرامًا يُساعد في علاج القلق، وبالذات القلق الذي يظهر في شكل أعراض في الجهاز الهضمي.

وطبعًا الاستمرار على هذين الدوائين لمدة ثلاث سنوات فترة طويلة نوعًا ما، ودائمًا عندما يأخذ الشخص دوائين مع بعض ويتحسَّن عليهما عند التوقف يجب أن يُوقف دواء واحدا فقط أولاً، يُوقفه تمامًا بالتدرُّج، ثم يُوقف الآخر بعد التوقف من الدواء الأول، وذلك للتأكد ولمعرفة الاستفادة أتتْ من أي الدوائين، فمثلاً: كان الأجدر أن تُوقف الدوجماتيل أولاً لأنه مُهدئ، بالتدرُّج تُوقفه تمامًا وتستمر على السبرالكس لفترة الانتهاء من الدوجماتيل، فإذا لم تظهر انتكاسة فمعنى ذلك أن الفائدة من السبرالكس، أمَّا عندما تُوقف الدوجماتيل وتستمر على السبرالكس وتظهر أعراض فمعنى ذلك أن الفائدة كانت من الدوجماتيل وليس من السبرالكس.

أيضًا سؤالك الأخير: نعم إذا تحسَّن الشخص على دواء لفترة طويلة وأوقفه ثم استعمله مرة أخرى قد لا تكون النتائج مثل النتائج الأولى، وهذه ظاهرة ملحوظة ولا يُوجد لها تفسير مُعيَّن.

على أي حال: طالما أنت تتابع مع الطبيب، استمر في المتابعة، ونصيحتي لك أيضًا أن تحاول أن تطلب من الطبيب علاجا نفسيا، علاج نفسي مع العلاجات الدوائية – أخي الكريم – طالما تحصل الانتكاسات بعد التوقف من الدواء فهنا يجب أن نُضيف مكوّن العلاج النفسي مع العلاج الدوائي، إمَّا علاجًا سلوكيًّا معرفيًّا أو علاجًا بالاسترخاء، لمعالجة القلق، فثبت أن إضافة العلاج النفسي مع العلاج الدوائي يعطي فائدة أكبر، والفائدة الأهم أنه عندما يتم التوقف من الدواء عادةً لا تحصل انتكاسات، وهذا ما حصل معك.

فإذًا إضافة علاج نفسي مع الأدوية التي تستعملها الآن قد يؤتي فوائد ونتائج أكثر، وتتحسن حالتك ولا تعود أعراض المرض.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً