الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الأرق وصعوبة الدخول في النوم

السؤال

السلام عليكم.
الدكتور الفاضل/ محمد عبد العليم وكل أسرة موقع إسلام ويب الكرام، أشكركم كثير الشكر على ما تقدمونه للناس من فائدة ومساعدة، جعلها الله في ميزان حسناتكم وبارك الله فيكم.

أما بعد: فأنا شاب أبلغ من العمر 32 سنة، الوزن 100 كلغ، مصاب بالقلق والاكتئاب منذ 6 سنوات تقريباً، تم صرف علاجات وأدوية لي خلال هذه السنوات، وكانت حالتي متفاوتة التحسُن، إلى أن تم تغيير علاجي الدوائي قبل شهرين من الآن إلى السبراليكس 10 ملغ حبة واحدة صباحاً، وريميرون 30 ملغ حبة واحدة وقت النوم، وذلك لتخفيف آثار القلق والتوتر التي شلّت أقدام التقدم في حياتي.

أموري الآن جيدة نسبياً، ولكن لدي اضطرابات شديدة في النوم، لا أستطيع الدخول فيه إلا بتناول الريميرون.

علماً أني أقوم بالرياضة وعادات النوم الصحيحة، وكل ذلك ولكن دون جدوى، عندما أخلد للنوم وبشكل يومي متكرر أشعر باختناق وسعال.

كما لو أن أحدهم يقوم بخنقي! وبالذات إن نمت على جانبي الأيسر أشعر بتعب فظيع، ولا يمكنني الاستمرار في النوم إن لم أغير وضعية النوم على جانبي الأيمن.

شرحت هذه الأعراض مراراً لطبيبي الاستشاري، وصرف لي الأدوية لثلاثة أشهر قادمة، وقال لي بكل برود: هذا أمر شائع الحدوث لمرضى القلق والاكتئاب!

أنا لم أكن أحتاج إلى المنومات لأنام من قبل أما الآن فقد أصبحت لا أنام من غيرها، وأخاف كثيراً من أن أعيش بقية حياتي تحت سقف رحمتها إلى الأبد.

أقفز من النوم مرعوباً، وكأن قلبي سيتوقف كل ليلة في بداية النوم، وأشعر بألم في صدري وذراعي وكفي الأيسر، وألم شديد في ظهري.

قمت سابقاً بعمل تخطيط للقلب وفحص للتنفس، وكانت النتيجة سليمة لدى طبيب الأسرة.

ختاماً أرجو منكم أن تنصحوني بما يجب علي القيام به حتى أعود كما كنت سابقاً دون اضطرابات نومية وأرق وألم، فأنا أثق بعد الله في مشورتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الحسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أخي الكريم- في الشبكة الإسلامية، ونشكرك على كلماتك الطيبة.

أمورك -إن شاء الله- ستتحسن، فقط أنت مطالب بأن تكون إيجابياً في التفكير والأفعال والمشاعر، ولا تبحث عن نوم بل دع النوم يبحث عنك، وذلك من خلال أن لا تجعل القلق التوقعي يسيطر عليك، كثير من الناس يتخوفون من الأرق وتكرار الأرق لأنهم لم يناموا سابقاً بصورة جيدة.

ما حصل فيما مضى ليس من الضروري أن يتكرر، هذا مبدأ سليم، فيا أخي الكريم النوم حاجة بيولوجية فسيولوجية هيء له وسيأتيك، كن مسترخياً، كن حسن المزاج كما تفضلت، الجأ لعادات النوم الصحيحة، احرص على الأذكار، تجنب النوم النهاري، تجنب تماماً تناول الشاي والقهوة بعد الساعة السادسة مساءً، وسيأتيك النوم حتى وإن استغرق ذلك بعض الوقت لكن ستتحسن.

أنا أرى أن أدويتك تحتاج لشيء من التعديل، ويفضل أن ترفع السبرالكس إلى 20 مليجراما يومياً في الصباح، لأن هذه هي الجرعة العلاجية، وتحتاج أن تستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر حتى يتم الدعم الكيمائي التام، وتكون الموصلات العصبية الدماغية في أحسن حالاتها.

خفض جرعة الريمانون إلى 15 مليجراما، الريمانون بجرعة 15 مليجراما يتحسن النوم أفضل من جرعة 30 مليجراما، والسبب في ذلك لم يعرف، وتحتاج أن تستمر على جرعة 15 مليجراما من الريمانون ليلاً أي نصف حبة لمدة شهر واحد، ثم اجعلها ربع حبة أي 7.5 مليجرام يومياً لمدة شهر، ثم اجعلها ربع مليجرام يوم بعد يوم لمدة شهر ثم توقف عن تناول الدواء.

يجب أن تستمر على السبرالكس بجرعة 20 مليجراما لمدة ثلاثة أشهر بعد ذلك اجعلها 10مليجرام يومياً.

من وجهة نظري هذه هي الطريقة المثلى والأفضل لأن تتخلص من كل القلق والتوترات وأن يتحسن مزاجك وأن تتحسن صحتك النومية على ضوء ذلك، إن شاء الله تعالى.

احرص على أذكار النوم كما ذكرت لك سلفاً، والنوم على الشق الأيمن هو من السنة وهو الأفضل.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً