الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وسواس الخوف من الموت يتعبني، فكيف أتخلص منه؟

السؤال

السلام عليكم.

عمري 23 سنة، وأم لطفلة، أصبت بنوبة هلع من ضيق تنفس وخفقان والشعور بالموت قبل خمسة أشهر، خفت كثيراً، ثم أصبت بعدها بوسواس الخوف من الموت، فصرت لا أستطيع النوم، ولا البقاء في الغرفة لوحدي.

رقيت نفسي، وتوكلت على الله، وتجاهلت الوسواس واحتقرته، وقرأت سورة البقرة يومياً، وشربت منقوع نبتة عصفر، و-لله الحمد- تحسنت كثيراً خلال ثلاثة أشهر، فأصبحت أستطيع النوم وحدي، وحافظت على الأذكار.

مشكلتي الآن أن الوسواس يعود أحيانا ولكن بشكل خفيف، وعلى شكل غصة في الحلق، وأحياناً أخاف كثيراً، وأظن أن هذه الغصة هي خروج الروح، فأصاب بذعر وتوتر.

قرأت أن من أسباب الغصة هي أن عضلات الحلق تنقبض بسبب القلق، لكنني في كل مره ينشغل تفكيري وأظنها خروج الروح وأنني سأموت، فما هو الحل؟

أنا مؤمنة بقضاء الله وقدره، وأننا سنموت جميعاً، وأنا أحب لقاء الله تعالى، لكني أخاف، والأعراض الجسدية للوسواس تتعبني، فأرجو أن تساعدوني.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رنا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نوبة الهلع قد تكون عرضًا من أعراض القلق والتوتر، وقد تكون جزءًا من اضطراب الهلع بصورة عامة، وطبعًا الفرق أن النوبة تأتي في وقت مُحدد، وتختفي، ولكن يمكن أن تتكرر مرة أخرى، ولكن اضطراب القلق يتميَّز بوجود أعراض قلق طيلة الوقت، وقد يكون هذا ما عندك – أختي الكريمة – من مشاكل في التنفُّس وخفقان القلب، والآن الخوف من الموت، الذي اتخذ شكل مخاوف وسواسية.

الحمد لله – كما ذكرتِ – استطعت التغلب عليها بالرقية الشرعية، وأن ترقي نفسك، واستطعت السيطرة عليها، ولكن بقيت بعض أعراض القلق الأخرى مثل الغصة في الحلق، وهذه من أعراض القلق، وطبعًا ارتبطت بالخوف من الموت، فصار ورجع الآن في شكل الخوف من غصة الحلق أن يحصل انقطاع للتنفس، فهذا أيضًا من أعراض القلق – أختي الكريمة – وعليك الآن أن تأخذي بعض العلاجات، وبالذات بعض الأدوية التي تُساعد في علاج أعراض القلق، مثل الـ (دولكستين) مثلاً، ثلاثين مليجرامًا، فعّال جدًّا في علاج الأعراض البدنية للقلق النفسي، أو مثلاً الـ (باروكستين)، عشرين مليجرامًا أيضًا، وميزة الباروكستين أنه آمن في الرضاعة، إذا كنت تُرضعين طفلك رضاعة طبيعية.

وأيضًا لا ننسى - إذا كنت لا تريدين استعمال الأدوية - العلاج النفسي، وبالذات العلاج الاسترخائي، والعلاج السلوكي المعرفي يُساعد كثيرًا جدًّا في التخلص من هذه الأعراض، وأن تعودي إلى حياتك الطبيعية بدون قلق وتوتر.

وللفائدة راجعي علاج الخوف من الموت سلوكيا: (259342 - 265858 - 230225).

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً