الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل إدمان (الترامادول) يغير في كيميائية الدماغ؟

السؤال

السلام عليكم
الإخوة القائمون على الموقع، بارك الله فيكم وفي ذريتكم.

أنا شاب عشريني أدمنت (الترامادول) فترة عامين وأقلعت عنه، بفضل الله، من تلقاء نفسي، بقناعة تامة منذ قرابة العام، والتزمت في إقام الصلاة وسماع القرآن، الحمد لله.

هناك اضطرابات شخصية أصبحت تصيبني بشدة، أعاني من وسواس قهري وقلق وتوتر ورهبة اجتماعية واكتئاب بين بسيط ومتوسط، أعاني من النوم، إذ أحتاج إلى 3 أو 4 ساعات في بعض الأحيان للنوم.

حياتي في خطر، لقد بدأت أفقد صلاتي بالناس، وتوترت علاقتي مع عائلتي، وتعطلت دراستي الجامعية بسبب السهر الإجباري، أرجو منكم أن تجدوا لي حلاً، لأني في حالة يرثى لها، ولا زلت شاباً، كما لا يمكنني التواصل مع طبيب نفسي لأسباب شخصية.

شكراً لكم جميعاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

طبعاً إدمان (الترامادول) لمدة عامين وباستمرار يؤثر على الحالة النفسية، الترامادول هو طبعاً دواء مسكن يستعمل للألم، ولكن استعماله في غير محله وبانتظام يحدث تغييرات في المزاج يا أخي الكريم، فهو يؤثر في المواد الكيميائية في المخ، ولكن -الحمد لله- بعد التوقف صار كل شيء يرجع إلى طبيعته، وبالذات التغييرات الكيميائية في المخ.

بالنسبة لما يترتب عليه من مشاكل في المزاج أو في الشخصية قد يحتاج إلى علاج نفسي في برنامج للتعافي من مشاكل الإدمان، واضح أنك لم تذهب إلى هذا البرنامج فقد يكون هذا السبب في استمرار هذه الأعراض معك حتى الآن.

يمكنك -أخي الكريم- أن تأخذ مضاداً للاكتئاب والقلق، وفي نفس الوقت يساعد في النوم، لأن النوم الطبيعي أو أن تأخذ قسطاً من النوم سيساعدك كثيراً في الانتظام بالدراسة، لأن هذا أهم شيء لك في الوقت الحاضر.

بعد ذلك ستأتي موضوعات الصلات والعلاقات مع الآخرين، ولعل ميرتازبين أو ريمانون 15 مليجرام ليلاً ينظم النوم بصورة كبيرة، وهو أيضاً مضاد للاكتئاب ومضاد للقلق، ويجب الاستمرار فيه لفترة من الوقت، تتراوح ما بين شهر إلى ثلاثة أشهر حتى ينتظم نومك وتواصل الدراسة، لأن مواصلة الدراسة مهمة يا أخي الكريم أيضاً لحالتك النفسية، وتدريجياً ضع لنفسك برنامجاً مثلاً لممارسة الرياضة، وبالذات رياضة المشي، وأن تعود لخلق علاقات جديدة مع الناس.

إذا كان في البلد الذي تعيش فيه هناك مجموعة من مجموعات المتوقفين عن الإدمان الذين يعملون اجتماعات فحضور هذه الاجتماعات أيضاً قد يساعد في المشكلة الاجتماعية، وقد يساعد في علاج آثار إدمان الترامادول.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً