الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فائدة التمارين السلوكية للتخلص من الرهاب الاجتماعي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من الخوف في إبداء رأيي أو التحدث أمام الآخرين، ولكن ليس كلهم فأنا قادرة على التكلم مع بعض الأشخاص من دون الآخرين، وخاصة الذين هم أصغر مني بسنوات.

وأحياناً من كثرة التفكير يتبادر إلى ذهني أن سبب ذلك الخوف هو اعتقادي بأن الكل ينظر إلي لأنني أتكلم وربما يقومون بصيد أي خطأ علي وأصاب بالإحراج أمامهم.

مع أني في اجتماعات الجمعية التي أنتمي إليها وأنا عضوة من أعضاء مجلس الإدارة فيها قمت بتولي مهمة كتابة المحاضر والتقارير، وأحياناً يكون في بالي كلام قوي ومهم أريد قوله فلا أستطيع، وأحياناً أخاف أن يتم رد رأيي أو يتم انتقادي، مع أن الأعضاء في مجلس الإدارة يعترفون بأن لي أسلوباً ممتازاً في كتابة التقارير والمحاضر والتلخيصات وإبداء الرأي؛ إلا أنني أخاف فأعبر عن رأيي عن طريق الاتصال بهم، وأكون منطلقة في الكلام ما دامت من غير مواجهة أو وجهاً لوجه! أو أحياناً بإرسال إيميلات، ودائماً يندهشون من طريقتي في الكتابة ويعتقدون بأن التي تكتب ليست أنا.

ومن خلال قراءاتي أعتقد أن المشكلة هي في أمي؛ لأنها مزاجية وأحسب لها ألف حساب عند كلامي معها، فإذا عارضتها بدون قصد ولأشياء تافهة وبسيطة تتنرفز وتقول كلاماً قاسياً جداً وتقوم بالدعاء علي مما جعلني سلبية في التكلم وجهاً لوجه مع الآخرين.

المؤلم في مشكلتي هو أني لا أستطيع الكلام في الأوقات التي أحتاج فيها إلى الكلام فعلاً؛ كأن أدافع عن حق أو عن رأيي الشخصي أو أحاور مثلاً، وإذا انفردت بنفسي بيني وبين عقلي الباطن أتخيل نفسي ألقي محاضرات وندوات على المئات من الناس وأتخيل نفسي في اجتماع وأقوم بإدارته وأتخيل نفسي أكلم أمي بدون خوف وأشعر بارتياح ويخرج مني كلام جميل وراق، ولكن الأمر يختلف على أرض الواقع! أريد أن أتخلص من هذه المشكلة لأن لدي الرغبة في التكلم.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

جزاك الله خيراً على سؤالك.

لقد وصفت بصورة جميلة ما تُعانين منه، وينطبق وصفك بصورةٍ تامة على ما يُعرف بالرهاب أو الخوف الاجتماعي، ومن أفضل الطرق للتخلص منه مواصلة التمارين السلوكية التي تفضلت بذكرها، والقائمة على المواجهة في الخيال.

أما الشق الثاني من العلاج وهو الأهم، فيتكون من تمارين الاسترخاء، وتناول الأدوية المضادة للرهاب الاجتماعي، وأفضل دواء هو العقار الذي يُعرف باسم زيروكسات، وجرعة البداية هي عشرة ملجم ليلاً لمدة أسبوعين، ثم تُرفع الجرعة إلى حبةٍ كاملة ليلاً لمدة شهر، ثم حبة صباح ومساء لمدة ستة أشهر، ثم تخفض إلى حبة واحدة ليلاً لمدة شهرين، ثم تخفض إلى نصف حبة ليلاً لمدة شهر .

لا أرى أن أمك هي السبب في الرهاب؛ حيث أنه سلوك مكتسب يحدث لمن لديهم الاستعداد لذلك، مع وجود خلل في أحد الموصلات العصبية، والذي يُعرف باسم سيروتينين.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً