الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وساوس في الدين حولت الحياة إلى جحيم

السؤال

أنا شاب أبلغ من العمر 24 عاماً، أصبت باكتئاب شديد منذ حوالي سنتين ونصف، وبالفعل ذهبت إلى طبيب نفسي وتابع حالتي وأعطاني التفرانيل، وقد استمر العلاج لمدة عام كامل، بدأت بثلاثة أقراص 25 ـ أي 75 مج في اليوم ـ ثم زادت الجرعة حتى 6 أقراص في اليوم ـ أي 150 مج ـ إلى أن شعرت بتحسن وإلى حد ما بدأت أشعر بالراحة.

الآن قد مضى على هذا العام حوالي 8 أشهر، أي إني متوقف عن العلاج منذ 8 أشهر، ولكن حدث الآتي:

منذ حوالي 4 أسابيع واجهتني مشكلة، وبدأت أشعر بأعراض انتكاسة، لا أعلم إن كانت المشكلة هي سبب هذه الانتكاسة أم لا، المهم أنني قد حاولت التماسك حتى تسير الحياة ولكن حدث شيء رهيب لم أكن حتى أتوقعه، فقد وجدت عن طريق الصدفة بعض مواقع الإلحاد، وبدأ ينتابني شعور قوي ضد الدين الإسلامي والذات الإلهية خصوصاً وأن الذين يتحدثون في هذه المواقع يتحدثون بحجج قوية جداً جعلت عقلي يلف ويدور!

بدأت بالتردد على هذه المواقع حتى أحاول أن أجد ثغرات في تفكيرهم، وبدأت بالبحث عن مواقع تثبت أقدامي على الإيمان، ولكن كلما بحثت كلما وجدت ما يشككني أكثر في الدين والذات الإلهية.

أنا تعبان جداً جداً جداً، لا أعرف ماذا أعمل، ولا أعرف أشتغل، ولا أطيق الكلام مع أحد، تحولت حياتي إلى جحيم من كثرة التفكير، أنا والحمد لله لم يفتني فرض صلاة ولا يوم صيام، ولا أعلم لماذا يحدث لي هكذا!؟ فكرت في الذهاب مرة أخرى للطبيب ولكن ماذا سيفعل لي!؟ فأنا قد قرأت حججاً وبراهين قوية ومنطقية، فهل هذا يكون وسواسا؟ لا أعرف ماذا افعل، أنام كثيراً جداً حتى لا أفكر، أشعر أني أموت بالبطء وقد انتهت حياتي، أشعر أنني سوف أظل تعيساً طول حياتي.

ملحوظة: بوجه عام أنا لست سعيداً في حياتي ولا مهنتي، وأكره مهنتي بشدة ولكنني أعمل بها نظراً لضغط أسرتي علي، أرجوكم المساعدة، هل أذهب إلى الطبيب مرة أخرى؟ هل أظل أبحث عن مواقع؟ هل أتوقف عن التفكير؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جزاك الله خيراً على سؤالك.
لا شك أن الإنسان هو كتلة من الحراك الفكري والوجداني، وكثيراً ما تتأرجح أفكاره وتتداخل، وتهتز لديه القناعات، وتتدعم قناعات أخرى، وربما تأتيه قناعات جديدة أيضاً، ودرجة استقبال الإنسان وتحمله تعتمد على طاقاته وبنائه النفسي، والذي حدث لك يا أخي هو في هذا السياق، وهي أفكار وسواسية، كانت شخصيتك القلقة والمكتئبة تربة خصبة لتقبلها بهذه السلبية، ومعروف أن معظم الأفكار الوسواسية في مجتمعنا تتمركز حول الدين والذات الإلهية.

سيكون من الأفضل -يا أخي- أن لا تُكثر من الاطلاع على هذه المواقع؛ وذلك ليس خوفاً من قوة حجتها، فهي حقيقةً لا تملك قوة الحجة، إنما يزين الشيطان ما بها أحياناً، وبما أنك في وضع نفسي سلبي تكون أكثر تأثراً بهذه المواقع، وإن شئت أن تتصفحها فمن الأفضل أن يكون ذلك بصحبة أحد الإخوة الصالحين ومن أصحاب العلم الشرعي السليم.

أنت بحاجة لأن ترجع لتناول الأدوية، وسوف تجد إن شاء الله فيها خيراً كثيراً؛ لأنه من الواضح أن لديك الاستعداد للاكتئاب والوساوس.

التفرانيل هو دواءٌ جيد، ولكن سيكون الدواء الأفضل لك هو العقار الذي يُعرف باسم بروزاك، فأرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم بعد الأكل لمدة شهر، ثم ترفع الجرعة إلى كبسولتين في اليوم لمدة أربعة أشهر، ثم تخفضها إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة شهرين، وبعد هذه المدة أنصح أن تتناول نوع آخر من البروزاك يُعرف باسم بروزاك 90، وجرعته هي كبسولة واحدة في الأسبوع، ومدة العلاج هي ستة أشهر .

ختاماً: نسال الله لك الشفاء والثبات على دينك وعقيدتك .

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً