الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ماذا يجب علي أن أفعل كي لا يعود تكيس المبيض وقرحة عنق الرحم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أسعد الله صباحكم ومساءكم بكل خير، وجزيتم خيرا على هذا الموقع المتكامل، وعلى ما تبذلونه من جهود.

بداية: لدي طفلان، الصغير عمره ٦ سنوات، وعمري ٣٠ سنة، ومشكلتي بدأت منذ سنتين عندما أصابني التهاب واحمرار وحكة بالمنطقة التناسلية، مع نزف عند العلاقة. ذهبت إلى الطبيبة فأخبرتني أنها قرحة، وأنها بسبب حبوب مانع الحمل، وأحتاج إلى كي، وبالفعل كويت، لكن ليس بالتبريد -لا أعلم اسمه-، وتركت حبوب منع الحمل، لكن لم تنته المعاناة هنا؛ حيث أصبحت العادة الشهرية أمرا مزعجا جدا لدي؛ إذ أنها لا بد قبلها بخمسة أيام تأتيني إفرازات بنية، وتستمر لمدة ٥ أيام، ومن ثم يأتي الطمث الذي يستمر ١٠ أيام، مع أن مدة الطمث لدي ٤ أيام فقط.

وفي الأشهر الأخيرة إلى الآن كان خروج الدم مع العلاقة يستمر لمدة يومين بشكل متقطع، وأصبحت الإفرازات البنية تأتيني قبل الطمث بـ١٠ أيام، وتكون مستمرة طوال الفترة، ومن ثم يأتي الطمث لمدة ٨ أيام.

ذهبت لزيارة الطبيب؛ فأخبرني بوجود كيس على المبيض الأيمن، وتكيس على المبيض الأيسر، ووصف لي مقويات وبريملوت لمدة ٢٠ يوما بمقدار حبتين صباحا ومساء، ودواء آخر نسيت اسمه، وفي الشهر الثاني فحصني، وكان الكيس قد زال، وبقي التكيس؛ فوصف لي إبر منشطات لمدة أربعة أيام قوتها 5000 مع استمراري بالمقويات ثم الإبرة التفجيرية، لكن لم يحصل حمل، وفي الشهر الذي يليه كان التبويض عندي ممتازا، وكتب لي إبرة تفجيرية لكني لم أستخدمها، ولم أحلل للحمل بعد، لكن بدأت الآن قبل الطمث بأسبوعين الإفرازات البنية المستمرة يوميا بشكل متقطع باليوم، مع سائل مائي أحيانا، وآلام أسفل ظهري.

آسفة على الإطالة، ولكني لم أترك طبيبا لم أذهب إليه. أرجوكم أفيدوني؛ فقد أرهقت جسديا وماديا، وأصبحت العلاقة والطمث أمرا مزعجا جدا، هل تعود القرحة؟ وما أسباب عودتها؟ وهل يعود التكيس؟ وهل يؤدي إلى تلك الأعراض؟ وهل أمتنع عن العلاقة عند وجود الإفرازات؟ وماذا يجب علي أن أفعل كي لا يعود التكيس والقرحة؟

شاكرة لكم مجهودكم وحسن تعاملكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ manal حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك أختي، وشكراً لثقتك الغالية ولتواصلك مع الموقع.
يصاب الجهاز التناسلي بأمراض عديدة، ومنها قرحة عنق الرحم، وهي عبارة التهابات تصيب عنق الرحم، وتسبب قرحة، وقد تكون حادة أو مزمنة، وسبب حدوث القرحة غير معروف، ولكن تترافق مع تغيرات هرمونية بالجسم أو تناول حبوب منع الحمل، والمعالجة الهرمونية، والتهابات الجهاز التناسلي غير المعالجة، وعدم الاعتناء بنظافة المنطقة التناسلية، وتتظاهر القرحة بنزف مهبلي خارج أوقات الدورة، أو نزف بعد الجماع، أو مفرزات صفراء متغيرة وغزيرة من العنق، وألم حوضي، وأسفل الظهر، وعسرة طمث.

والقرحة المزمنة تعيق الحمل، وتسبب العقم، ويمكن أن تتحول إلى سرطان عنق الرحم. وتعالج القرحة بالكي، ويمكن أن تعود بنفس الظروف والمسببات.

وبالنسبة للتكيس؛ فهو اضطراب هرموني بسبب خلل في الهرمونات تنحبس البويضات تحت قشرة المبيض فلا يحصل تبويض ولا حمل، وبسبب ذلك ممكن أن تنقطع الدورة أو تغيب لفترات طويلة، أو يحصل تمشيح لمفرزات بنية خارج أوقات الدورة، ويسبب أيضاً تأخر الحمل وزيادة الوزن، وظهور حب الشباب، والشعرانية؛ بسبب ارتفاع هرمون الذكورة، وبسبب سيطرة هرمون الاستروجين على الرحم ونقص البروجسترون بسبب ضعف التبويض يحصل النزف غير الطبيعي؛ وذلك بسبب سماكة بطانة الرحم وهشاشتها فتكون ضعيفة، وتنزف بسرعة؛ حيث إن البروجسترون مسؤول عن سلامة وتماسك ومتانة البطانة وتجهيزها للحمل، وهناك أيضاً بالتكيس مقاومة للانسولين في خلايا الجسم؛ لذلك يعطى منظم السكر الغلوكوفاج كعلاج لتحسين التبويض وتنزيل الوزن، وكذلك أهم خطوة بالعلاج هو تنزيل الوزن لعلاج التكيس، وهو يحتاج لوقت للعلاج، ويمكن أن ينكس.

بالنسبة لك أختي يجب إجراء فحص للعنق بالوقت الحالي؛ للكشف عن قرحة عنق الرحم. وبالنسبة للتكيس -كما ذكرت لك- يمكن أن ينكس، ويحتاج لتصوير الرحم والمبيضين لكشفه، بالإضافة إلى تحاليل هرمونية.

وبالنسبة لما ذكرت حول إمكانية الحمل حالياً بعد تناول كورس علاجي من أجل تنشيط المبايض؛ فاحتمال الحمل موجود، ويمكن عمل تحليل لهرمون الحمل في موعد الدورة أو بعده بيومين. فتنشيط المبايض هو علاج للحمل بعد تحسن التكيس.

وبالنسبة لتمشيح الدم والمفرزات البنية؛ فهو بسبب وجود التكيس -كما ذكرت لك سابقاً- طبعاً بعد نفي قرحة عنق الرحم، ولا داعي للقلق؛ حيث يمكن القيام بعلاقة بوجود المفرزات.

بارك الله بك أختي الفاضلة، وأدام عليك الصحة والعافية، ورزقك الذرية الصالحة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً