الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حياتي الزوجية في خطر بسبب سحر مسلط علينا، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا متزوج منذ سبع سنوات، وأب لطفلين، وحياتي كلها مشاكل وخلافات من أول يوم زواج، وقد اكتشفت أن أحد أقاربي يقوم بعمل سحر التفرقة بيني وبين زوجتي، وقد طلقتها مرتين، وكنت أجد أوراقا وطلاسم في المخدات وفي غرفة النوم.

لقد غيرت منزلي ومنعت أهلي من زيارتي، وقد كانت زوجتي تظن أن أخواتي هن السبب، لكننا ما زلنا نعاني من نفس المشكلة في المنزل الجديد، حيث نجد السحر في غرف النوم، وأيقنت أن الفاعل من أهل زوجتي، لقد تعبنا، ولا أعرف ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يؤلف بينك وبين أهلك وأن يصلح الأحوال، وأن يصرف عنكم الشر وأهل الشر وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

أرجو أن تجعل همك العلاج ولا تهتم بمن يحاول إلحاق الأذى، وثق بأن المكر السيء لا يحيق إلا بأهله، وتذكر أن الكون ملك لله وأنه لن يحدث فيه إلا ما أراده الله، وأن أهل الأرض جميعاً لو اجتمعوا وخططوا وكادوا ومكروا لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، فالناس لا يملكون لأنفسهم فضلاً عن غيرهم -ضراً ولا نفعاً- وكيد الشيطان ضعيف وليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون.

أما السحرة الكفرة فقد قال الله في حقهم (وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله)، فعمق صلتك بالله وتوكل على الله واستعن به، وقل للدنيا كلها (فكيدوني جميعاً ثم لا تنظرون إني توكلت على الله ربي وربكم)، وإذا عرف السبب بطل العجب، فشجع زوجتك على الذكر والطاعات وحصن بيتك وأطفالك بالأذكار، وافعل ما تيسر لك وما استطعت من الأسباب، وثق بأن الأمر لله من قبل ومن بعد، وتذكر أن نبي الله يعقوب -عليه السلام- قال لأبنائه (لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة) ثم قال بعد ذلك بلسان سادة أهل الإيمان (وما أغني عنكم من الله من شيء)، واحرصوا على قضاء حوائجكم بالكتمان، وحافظوا على الرقية وأذكار الأحوال يعني عند الدخول والخروج والنوم وسائر الأحوال التي علمنا إياها رسولنا -صلى الله عليه وسلم-، وأشغل نفسك بما خلقكم الله له، وأحسن التعامل مع الناس، وانتظر التأييد والحفظ من رب الناس.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسعد بالاستمرار في التواصل، ونسأل الله لك التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً