الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من حالات ذهانية حادة، أتمنى منكم النصح والمشورة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله
أشكر جميع طاقم الشبكة الإسلامية على هذا الموقع الرائع، وأتمنى أن يجزيكم الله خير الجزاء.

سبق أن قمت باستشارة رقم 2101121 وسألتكم عن فعالية دواء الأولانزابين والعلاجات السلوكية الأخرى، غير أنني لم أتطرق لحالتي النفسية بشكل خاص، فقبل ستة أشهر زرت الوالد في البيت وجلست معه فبدأ يخبرني بأن الدولة تريد إخراجه من المنزل، وأنهم يكيدون له المكائد؛ لأن المنزل ليس ملكنا، فبدأت آخذ هذه الشكوك على محمل الجد، وأصبحت شكاكا، وأصبت بسوء التأويل وتوقع الأسوأ، فأخدني أرباب عملي إلى المشفى، وأعطوني مضادات الذهان لحوالي شهر.

بعد خروجي استمرت معي هذه الشكوك، فكنت أشك أن هناك من يتتبعني ويتجسس علي، فقمت بقطع الدواء اعتقادا مني بأنه جزء من المؤامرة، فأصبت بانتكاسة، وبدأت أشك في والدتي وأختي بأنهم يريدون وضع السم لي، فهربت إلى والدي الذي أمرني بشرب الدواء، فتحسنت حالتي على دواء الأولانزابين 10، وبعد ذلك 5.

علما أن هذا الاضطراب لم يدم سوى شهرين، والطبيب أخبرني بأن ما حصل لي هو نوبة ذهان حادة عابرة، ومدة العلاج عامين، فهل طبيبي موفق في التشخيص ومدة العلاج؟ الآن أشرب أريببرازول 10، فهل هذا دواء فعال، وهل سأشفى تماما من هذه النوبة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طارق حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الحالة التي تحدَّثتَ عنها والتي أصابتك هي بالفعل حالة ظنانية شكوكية بارونية، لكن -بفضل الله تعالى- أنت تمتلك البصيرة الكاملة، وأنت مرتبطٌ بالواقع، وحكمك على الأمور صحيح، وهذا يعني أن الحالة قد أصبحت الآن مختفية تمامًا، والدواء أدَّى فعاليته، والأرببرازول دواء رائع جدًّا وممتاز، وآثاره الجانبية خفيفة جدًّا، فاستمر في تناوله -أخي الكريم-.

معظم علماء النفس يقولون أن فترة الوقاية بعد اختفاء الأعراض يُفضّل أن تكون سنة على الأقل، قول طبيبك (عامين) هو قول صحيح، لأنه أخذ بالأحوط، استمر على علاجك، وهذا علاج بسيط وبسيط جدًّا، وتناول حبة واحدة في اليوم لن يُنقصك شيئًا، لكن المرض إذا أتى يُنقص الإنسان، -وبفضلٍ من الله تعالى- هذه الحالات تستجيب للعلاج بصورة ممتازة.

وبجانب العلاج الدوائي أريدك أن تعيش حياتك بصورة طبيعية، على النطاق الاجتماعي، في محيط العمل، وحقيقة لا أريدك أن تتقاعد في هذا العمر، أنت ذكرتَ أنك متقاعد، -فيا أخي الكريم-: العلاج بالعمل مهمٌّ جدًّا للإنسان، الفراغ الذهني والزمني يؤديان إلى الشكوك، ويؤديان إلى الضجر، والملل، فعليك بالعمل، والحرص على صلواتك في وقتها، التواصل الاجتماعي -كما ذكرتُ لك- واحرص على النوم الليلي المبكّر، النوم مهمٌّ جدًّا؛ ليؤدي إلى استقرارٍ كامل في خلايا الدماغ، فاحرص عليه، كما أن الرياضة مفيدة جدًّا، والتغذية السليمة أيضًا يجب ألَّا ننساها.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً