الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التردد بعد الرؤية الشرعية.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشعر بتردد شديد وحيرة من أمري بعد الرؤية الشرعية، الرجل طيب جدا، وخلقه طيب، ومن عائلة محترمة.

تواصلنا بالهاتف بعد الرؤية عدة مرات، ويبدو أنه شخص محترم وطيب ومستعد للزواج والاستقرار، وليس هناك سبب لكي أرفضه، ولكن من داخلي لست مرتاحة ولا أعلم السبب، أخاف إن استمر ونقوم بالإعلان للجميع وأندم وأكون لا زلت غير متقبلة!

أريد الإفادة: هل التردد بهذا الشكل يعتبر أمرا طبيعيا أم لا؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Asma حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك – أختي العزيزة – وأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك, سائلاً الله تعالى أن ييسر أمرك، ويشرح صدرك، ويصلح شأنك، ويرزقك سعادة الدنيا والآخرة.

حيث قد ذكرتِ أن الشاب المتقدم لخطبتك على حسن دين وخلق, فالذي أنصحك به أن تحمدي الله تعالى على توفيقك به, حيثُ ومثل هذه الفرص الطيبة لا تتكرر غالباً, والعاقل من يبادر إليها ويغتنمها كما قال الشاعر:

" إذا هبّت رياحك فاغتنمها ** فعقبى كل خافقةٍ سكونُ".

ولا عبرة بالتردد الحاصل لكِ غير المبرر شرعاً وعقلاً؛ إذ كثيراً ما يكون حالة طبيعية لاسيما عند النساء بسبب القلق والتخوف من المجهول والمستقبل أو المبالغة في عدم موافقة الواقع للخيال والطموح المبالغ فيه, وإنما العبرة فحسب بتوفر معايير الدين والخلق والأمانة, كما دلَّت عليه النصوص, ومنها محافظته على الصلاة وبر الوالدين والبعد عن المحرمات, وحيث قد اطمأننتِ إلى صورته, فمن المهم التأكُّد من أخلاق أهله وقدرته على النفقة اللازمة.

أوصيك باللجوء إلى الله تعالى بالدعاء والاستخارة ومشاورة أهل الأمانة والعقل عنه.

كما وأوصيك بالتوكل على الله والاستعانة وحسن الظن به، وتعزيز الثقة بالنفس، والتحلي بقوة الإرادة والتفاؤل والأمل, ولزوم الحكمة والهدوء النفسي.

نسأل الله تعالى أن يفرج همك، ويرزقك الزوج الصالح، وأن يثبتنا وإياك على الدين، ويهدينا صراطه المستقيم.

والله الموفق والمستعان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً