الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أربي أولادي التربية السوية والمفيدة؟

السؤال

السلام عليكم

سؤالي لو تكرمتم واحد ومتشعب بخصوص التربية الإيمانية.

أسعى لأن أجعل من أولادي شخصية سوية في كافة المجالات التي يحتاجون إليها في حياتهم، وأركز على أمور الشرع وله الأولوية، ومن ضمن توجهاتي:

-كيف أعلم أولادي أن يضعوا حكم الشرع وأوامره أولاً، ويحكموا به قبل أن يفعلوا أي أمر يرغبون فعله لأنفسهم، لا أن يحكموا حسب أهوائهم ورغباتهم ومصالحهم، وأن يضعوا مراقبة الله لهم ومخافتهم منه في أنه يسجل في صحيفتهم السيئات على كل صغيرة وكبيرة لا توافق الشرع.

-أن لا يسرعوا بالحكم بين اثنين مختلفين من خلال سماع لطرف واحد فقط، والتعاطف معه كونه بارعاً في الحجة ونبرة صوته البارعة في التأكيد على صواب حجته، والتظلم والاستعطاف مع من حوله ليكسبهم إلى صفه، بل عليهم أن يكونوا ناضجين يحملون الوعي الكافي وينظروا بعين العدل في حق الطرف الآخر، فعليهم أن يسمعوا له قبل الحكم ويعرفوا منه حجته وأسبابه، ثم مقارنة حجج وأسباب كل طرف وفق الشرع حصراً قبل الحكم، وبالتالي يتجنون سوء الظن وظلم أي طرف وظلم أنفسهم إن حكموا لطرف دون الآخر.

-أن يوفوا بالعهود والوعود مع من اتفقوا معه، ولا يخلفوا بها إن استجد شيء يناسب مصالحهم، وبالتالي يضر في مصلحة من أخلوا معه العهد والاتفاق.

-أن يتربى المرء على طهارة الجوارح من المعاصي وطهارة القلب من الأخلاق المذمومة.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عماد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك – أخي العزيز – ومرحباً وأهلاً وسهلاً بك في موقعك، سائلاً الله تعالى أن يرزقنا وإياك صلاح النية والعمل والزوجة والذرية والخاتمة، ويثبتنا وإياك على الدين، ويهدينا صراطه المستقيم.

أشكرك على سؤالك الطيب الدال على حسن دينك وخلقك وأمانتك وحرصك على مستقبل أولادك الأخروي.

لا شك أن تعميق الإيمان في الأولاد والوعي والأخلاق والبعد عن المعاصي ونحوها فيما جاء في سؤالك، مسؤولية عظيمة على الآباء والمجتمع، وقد صح عند البخاري ومسلم قول النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيّته.. والرجل راعٍ على أهل بيته وهو مسؤول عن رعيته) وصح عند مسلم: (ما من عبدٍ يسترعيه الله رعيّة يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرّم الله عليه الجنة).

من أهم ما يعين على تحصيل التربية الإيمانية وتقوية الوازع الديني والأخلاقي لزوم الأمور التالية:

-اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء (ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً).
-تحمُّل كلا الوالدين لمسؤوليتهما في التربية والمتابعة والمراقبة والمحاسبة، ومراعاتهما لمبدأ الثواب والعقاب وإعطاء كل مرحلة عمرية حقها من التربية.

-ضرورة تحلي الوالدين بالقدوة الصالحة والأخلاق الحسنة، ومنها الصبر والحلم والحزم والهدوء والحكمة، وتوفير المحضن الطيب الصالح في البيئة والمجتمع والمدرسة، والدفع بالأولاد لحلقات التحفيظ ودروس العلم واستماع الخطب والمحاضرات والبرامج النافعة.

الدخول مع الأولاد في حوار هادئ وبنّاء متضمناً قوة الدليل والحُجّة والإقناع العقلي والعاطفي، ولا شك أن التربية من وقت مبكّر أفضل وأسهل، حيث وقد ثبت أن للأطفال درجة عالية من قوة التركيز والذكاء والملاحظة.

أهمية قراءة القصص، ومنها السيرة النبوية وقصص الأنبياء والسلف والعظماء عبر التاريخ واستلهام الدروس والعبر والفوائد الإيمانية من خلالها.

أهمية تجنيب الأولاد وسائل الإعلام والتواصل السيئة، ومنها الألعاب الالكترونية ومنها لعبة "بلاي ستيشن" التي تخدم أهدافاً خارجية مشبوهة وسيئة، واستبدالها بالمناسب من وسائل الإعلام والألعاب ومراقبة من يصاحبونهم وماذا يقرؤون ويتابعون بهدوء وحكمة.

هذا وأسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد، وأن يلهمك الصبر والحكمة والهدى والصواب والرشاد، وأن يقر أعيننا بصلاح ذرياتنا، ويرزقنا سعادة الدنيا والآخرة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً