الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من وسواس في الطلاق بشكل يومي

السؤال

السلام عليكم

لدي وسواس في الطلاق بشكل يومي تقريباً، أشعر أني أتلفظ بدون اختيار، ولكن لا أشعر أني أتكلم بهذا، دائماً أشك هل تحرك لساني أم لا؟ وأيضاً في الكنايات يأتي الوسواس.

ذهبت إلى طبيب نفسي وصرف لي فافرين 100، ولي الآن ما يقارب سنة كل يوم حبة، ولا أشعر بتحسن إلا بشكل قليل.

تأتي الوسوسة ولا ألتفت إليها، وتعود ثانية ولكن لا أشعر بقلق حتى أتلفظ به، وتأتي بدون أي مقدمات وتذهب ولا أدري هل تلفظت أم لا؟ ولي الآن 3 سنوات على هذا الحال.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سلطان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذا أحد الوساوس الشائعة، وأنا أطمئنك تماماً أنك -إن شاء الله تعالى- لن تقع في الطلاق، وصاحب الوساوس معذور، وتعالج هذا الوسواس من خلال التحقير.

قل لنفسك أنا سأحقر هذه الفكرة تحقيراً تاماً، وسأستبدالها مثلاً بكلمة أخرى، مثلاً الله أكبر، الحمد لله، شيء من الذكر يكون بدلاً لهذه الخاطرة، هي خاطرة تأتيك وقرر مع نفسك أن تستبدلها بخاطرة أخرى.

الأمر تحت إرادتك بالرغم من أن هذه الفكرة متسلطة عليك، وهذا علاج جيد، وهنالك علاج آخر نسميه بالعلاج التنفيري، أريدك أن تجلس في مكان هادئ وتكون أمامك طاولة مثلاً، وفكر في لفظة الطلاق هذه وكأنها تسقط على لسانك، وفي نفس اللحظة قم بالضرب على يديك بقوة وشدة شديدة حتى تحس بالألم.

الهدف من هذا العلاج التنفيري هو أن علماء السلوك وجدوا أن الربط بين الفكر الوسواسي أو الفعل الوسواسي وإيقاع الألم على النفس ينفر بل يضعف الفكرة الوسواسية، هذا نوع من العلاج البسيط جداً المفيد جداً، والذي أقره علماء السلوك تماماً طبقه -أخي- بجدية وبتدبر وبمعدل 5 مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح والمساء.

إن كنت لا تريد أن تضرب يدك على سطح الطاولة فيمكن أن تلبس الرباط المطاطي الذي تربط به الأوراق المالية، ألبسه في رسخك وقم بجذبه وشده بقوة ثم إطلاقه، قطعاً ستحس بألم شديد، لكن لا بد أن يكون هنالك ربط قوي ما بين الفكرة الوسواسية وإيقاع الألم على النفس، بدل إيقاع الألم يمكن أن تشم رائحة كريهة مثلاً، وتفكر في موضوع الطلاق هذا في نفس اللحظة، أو يمكن أن تتذكر حادثة بشعة وفي نفس الوقت تدخل على نفسك هذه الفكرة الوسواسية هذه علاجات تنفيري ممتازة.

بالنسبة للفافرين علاج دوائي ممتاز، لكن قطعاً الـ 100 مليجرام ليست كافية -أخي الكريم- جرعة الفافرين هي حتى 300مليجرام، والوساوس تحتاج على الأقل إلى 200 مليجرام فشاور طبيبك حول رفع الجرعة.

هذا وأنا دائماً أدعم الفافرين بعلاج آخر بسيط يسمى رسبيريادون، حين تتناوله بجرعة 1 مليجرام ليلاً لمدة شهرين أو ثلاثة له فائدة تدعيمية ممتازة جداً لتفكيك الوساوس والتخلص منها إن شاء الله تعالى، فإذاً -أخي الكريم- طبق التدريبات والحيل السلوكية التي حدثتك عنها.

اذهب إلى الطبيب من أجل رفع جرعة الدواء وشاوره حول إضافة الرسبيريادون، وبصفة عامة -أخي الكريم- تجنب الفراغ، واملأ وقتك بما هو مفيد، مارس رياضة، كن صاحب تواصل اجتماعي إيجابي، أحرص على الصلاة مع الجماعة، لا تتخلف عن واجب اجتماعي أبداً، واجعل لحياتك أهدافاً واضعة الآليات التي توصلك إلى أهدافك، هذا مهم جداً -أخي الكريم- لأن الوسواس حقيقة يتصيد الناس من خلال الفراغ، ومن خلال عدم الجدية الاجتماعية، فهذا مهم جداً ويجب أن يكون قرارك من اليوم أنه لا مجال للوسواس ليكون جزءاً من حياتك، خصومة تامة، والطلاق يجب أن يكون مع الوسواس وليس حول الزوجة أو الزواج.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً