الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل من الممكن أن يكون ارتفاع الضغط المستمر من شدة التوتر والخوف؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شكرا لكم على هذه الخدمة، في مرة سابقة -قبل سنة تقريبا- قاست أمي ضغطها على جهاز الضغط في البيت وبدون أي شكوى، فأردت أن أجربه فوجدته (١٣٣/٩٢) كان مرتفعا قليلا، وعدت لأقيسه أكثر من مرة وجدته نفس الرقم، مرت الأيام، ونسيت الأمر، ولكن منذ أسبوع شعرت بدوخة وصداع، وذهبت للمستوصف، وطلب مني الطبيب تحليل (cbc)، وكانت نتيجة التحليل ممتازة، ولكن عندي ارتفاع بكريات الدم البيضاء قليلا، ثم طلب مني قياس الضغط.

أنا ذهبت لسحب الدم أولا، ولا أنكر أنني كنت ومتوترة، ثم ذهبت فورا لقياس الضغط (١٤٠/٩٨) كان مرتفعا، حتى أن الممرضة انصدمت لأن عمري ٢٤ سنة فقط، ومن شدة خوفي ذهبت على الفور لطبيب خاص، وقاس لي الضغط على جهاز زئبقي طلع (١٢٢/٨٥) وكنت قد سجلت قراءات لمدة ثلاثة أيام، سجلتها في البيت وهذه هي القراءات:

1- مساء (١٢٢/٨6)، صباحا (١٣٧/٩٤).
2- صباحا (١٢٢/٩٤)، مساء (١٣٣/٩٢).
3- صباحا (١٢٣/٩٥)، مساء (١٣٥/٩٤).

قال لي الطبيب الخاص إن هذا ليس ارتفاعا بالضغط ولا يعد كذلك، ويجب علي ألا أقلق من هذا الموضوع، ولكن الوسواس والخوف زاد عندي فقلقت كثيرا، وقررت الذهاب للطوارئ لعمل تخطيط للقلب، وقال لي الطبيب: إن التخطيط سليم، ولكن عندي تسارع ربما من الخوف والتوتر، عدت إلى البيت، وأعدت قياس الضغط بعد الراحة وكان (١٣٨/١٠٣) وبعد ساعة (١٣٣/٩٢).

أنا حاليا لا أستطيع أن أسيطر على توتري وقلقي وخوفي من أن يكون عندي الضغط في هذا العمر، لا أستطيع السيطرة على مشاعري، وعندما أقيس ضغطي أتوتر وأخشى أن يكون مرتفعا، وبالفعل يكون مرتفعا، مع العلم أيضا أن هناك توترات وضغوطات نفسية بسبب عدم العمل والجلوس في البيت، والخوف من الوحدة والمرض، فما رأيكم؟ وهل من الممكن أن يكون ارتفاع الضغط المستمر من شدة التوتر والخوف من المرض؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ شروق حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

معظم قراءات قياس الضغط تدور حول (120 / 80) أو أكثر قليلا، ولذلك فإن الارتفاع في بعض الأوقات وبعض الأماكن حتى يصل إلى حول (140 / 90) أو أكثر قليلا لا يمثل ارتفاعا حقيقيا للضغط، ولكنه ارتفاع في ظل وجود التوتر والقلق.

ومعروف أن قياس الضغط في العيادات الخاصة والمراكز الصحية له رهبة وتعتري المريض حالة من الخوف والقلق تؤدي إلى ارتفاع هرمون الخوف (Adrenaline)، وهذا الهرمون يؤدي إلى ما يسمى (White coat hypertension) أو ارتفاع الضغط الزائد بسبب رؤية البالطو الأبيض كناية عن تواجد المريض داخل المستشفيات والعيادات الطبية.

الوقت المناسب لقياس الضغط هو الصباح قبل تناول القهوة والشاي، وقبل التوتر والقلق، ومما قد يناسبك حمل جهاز الهولتر (Holter monitor) لقياس ضغط الدم، ولعمل تخطيط أو رسم قلب لمدة أربعة وعشرين ساعة، ويعمل كل 10-20 دقيقة وهو جهاز صغير الحجم وممغنط ومتصل بجهاز كمبيوتر يقوم أتوماتيكياً بقياس الضغط، ورسم القلب حوالى 150 إلى 200 مرة في اليوم والليلة، ويسجل كل تلك القراءات وسوف تتأكد بنفسك إن أفضل القياسات هو وقت النوم ووقت الراحة.

مع سلامة الفحوصات وانضباط الوزن، ومع ممارسة الرياضة وصغر السن تقل أو تختفي عوامل الخطورة (risk factors) التي تؤدي إلى ارتفاع الضغط فلا داع للقلق، ويمكنك التعود على تناول مشروب الكركديه بارد أو ساخن لما فيه من فائدة في ضبط الحالة المزاجية، مع ضرورة البعد عن المخللات والتوتر والقلق.

من الواضح أنك تعانين من حالة قلق وتوتر تسمى (Anxiety) والتي يصاحبها الخفقان، أو زيادة في نبض القلب وخوف مرضي، وتحتاج هذه المسألة إلى زيارة طبيب نفسي لعمل جلسات تحليل نفس تسمى العلاج المعرفي والسلوكي، مع تناول دواء يضبط مستوى هرمون سيروتونين في الدماغ، ومن بين تلك الأدوية كبسولات بروزاك 20 مج أو حبوب سيبراليكس 10 مج يوما قرص واحد لمدة 6 شهور إلى عام كامل، مع ضرورة تناول كبسولات فيتامين D الأسبوعية، وشرب المزيد من الحليب، وتناول منتجات الألبان، والحرص على تناول الفواكه ذات اللون الأسود، وتناول الحبوب مثل شوربة البرغل والشوفان وجريش القمح التي تحتوي على فيتامين (ب) المركب.

مع ضرورة الخروج للتنزه، وللمشي في الحدائق العامة، وتغيير الروتين اليومي، والمشاركة في المناسبات الاجتماعية مع الأسرة والمجتمع المحيط، مع المصالحة مع النفس، وتغذية الروح كما نغذي الجسد من خلال الصلاة على وقتها، وبر الوالدين، وقراءة ورد من القرآن، والدعاء والذكر، وممارسة الرياضة بشكل منتظم خصوصا المشي والركض، كل ذلك يحسن الحالة المزاجية، ويصلح النفس مع البدن.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً