الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من التلعثم بسبب عقدة نفسية قديمة، كيف أتخلص من ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا عمري ٣٦ عاما، أواظب على الصلاة والأذكار -ولله الحمد- لدي عقدة نفسية نشأت بسبب ظروف في الماضي، حيث أنني كنت في المرحلة الثانوية أنام وأذاكر دروسي في الغرفة التي ينام فيها أخي شقيقي، ذات مرة حدث خلاف بيني وبين أخي، وبعد مرور أيام استيقظت لصلاة الفجر وبدأت في المذاكرة، وفي الوقت ذاته كان أخي مضطجعا، وبينما أنا أذاكر بدأ أخي يستفزني متعمدا، كتقلبه على يمينه ويساره بقوة مصدرا إزعاجا، وأخذ يكح بصوت عال، فهذا أزعجني وقت مذاكرتي، ولكن حينما هو يفعل ذلك أصدرت أنا حركات أيضا كعناد، كهز المنضدة وأنا أكتب، فلمحته ينظر لي وأنا أفعل ذلك، فصرت مشوشا ولا أركز في مذاكرتي، ولاحظ أخي هذا، فتوسع هذا الموضوع وغيرت حجرتي إلى حجرة بعيدة عن أخي، ولكن كان يكح عند المرور بغرفتي وكان هذا يضايقني.

بعد سنوات تصالحت مع أخي، ولكن لو كح أخي أتلعثم وأحرج أمامه لأنني أعلم أنه يلاحظ هذا، ثم تزوجت وسكنت في منزل آخر، ولا توجد أي مشاكل بيني وبين أخي.

ظهرت مشكلة منذ أيام معدودة، بينما أتكلم مع مدير العمل كان هناك شخص آخر يجلس بعيدا عني، لكنه يسمع حوارنا، وبينما كنا نتكلم قام الشخص الآخر بالكحة، مما أصابني بالتلعثم والاضطراب كما كنت في الماضي، فلاحظت أن هذا الشخص لاحظ التلعثم، فأنا أتلعثم حينما أتكلم، ويكون هو موجودا، على الرغم أننا نمزح معا.

مشكلتي باختصار ليست كل كحة تسبب لي اضطرابأ وتلعثما، لكن إذا لاحظت أن الشخص الذي يكح قد لاحظني تلعثمت، يبدأ حينها مفعول العقدة النفسية، من يقرأ هذا يلاحظ أنني تافه، لكن يعلم الله كم أعاني، وأرغب بعدم التلعثم، وتجاهل من يراقب تصرفاتي.

أريد حلا بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Khaled حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أنت إنسان حساس، وطبعاً أثر استهزاء أخيك بك حينما كنت معه في الحجرة ذاتها، وموضوع الكحة لمضايقتك كان يؤثر فيك وتتلعثم وتشعر بأنك محرج، وقد ارتبطت الكحة مع التعلثم، وهذا ما صاحبك الآن في حياتك حتى بعد أن تصالحت مع أخيك، ولكن أصبح هناك ارتباط شرطي بين الكحة والتعلثم، وإحساسك بالحرج، وهذا ما يجب علاجه.

العلاج سهل، وهو علاج سلوكي لفك هذا الارتباط، فأنت تحتاج إلى متابعة مع معالج سلوكي، وهناك طرق معينة لفك هذا الارتباط الشرطي بين فعل ما وإحساس عند الشخص، ويعرفه الأخصائيون ويعرفون كيف يخلصونك -إن شاء الله- من هذا التلعثم المرتبط بالكحة تدريجياً، وبطريقة منظمة أو منضبطة حتى تعود إلى حالتك الطبيعية، لا تحتاج إلى أي أدوية لعلاج هذه الحالة، فقط علاج نفسي.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مجهول Ali Khaled Sultan

    شكرا و بارك الله فيك د.عبدالعزيز وجعل الله هذا فى ميزان حسناتك إن شاء الله... و إن شاء الله سأتابع عند معالج سلوكى نفسى... و أناشد كل من قرأ تعليقى أن يدعوا الله لى بتفريج كربى و حل مشلكتى، و الشفاء الذى لا يغادر سقما... و الحمد لله كما ينبغى لجلال وجهه و عظيم سلطانه... و صل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً