الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع طفل يضرب زملاءه ويضربني؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عندي طفل في الكُتاب عمره خمس سنوات، كثير المشاكل، يضرب الأطفال الآخرين ويسبهم، ولما أطلب منه أن يسكت يضربني ويسبني أيضا، وأحيانا يرتمي على الأرض.

علما أن حفظه جيد، فما الأسلوب المناسب للتعامل معه؟

وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ القرآن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مثل هذا الطفل يجب أن يتم تقييمه بواسطة الطبيب النفسي المختص في الطب النفسي للأطفال، وهذه الظاهرة شائعة وتحدث بين الأطفال، الطفل الذي يكثر من الاندفعات والانفعالات ويعتدي على بقية الأطفال غالباً هو طفل عصبي يعبر عن نفسه وعن احتجاجه بهذه الكيفية، لا بد أن يقيم مستوى الذكاء عند الطفل، ولا بد أيضاً أن نتأكد أن هذا الطفل لا يعاني من فرط الحركة وتشتت الانتباه.

أنت ذكرت أن مستوى حفظه جيد، ولكن هذا لا يعني أبداً أنه لا يعاني من تشتت الانتباه أو فرط الحركة؛ لأن فرط الحركة كثيراً ما يكون مرتبطاً بالتصرف السلبي الذي ذكرته، وهو ضرب الأطفال الآخرين، والسب اللفظي أيضاً ظاهرة غير مقبولة تماماً عند طفل في هذا العمر.

إذاً تقييمه مهم، والعلاج الأساسي يكون علاجاً سلوكياً، بعد التأكد من مستوى ذكاء الطفل، وإن كان الطفل يعاني من اضطراب فرط الحركة، هنا قد يحتاج إلى علاجات دوائية، وإن كان يفضل أن تبدأ العلاجات الدوائية بعد عمر 7 سنوات.

سلوكياً الأسلوب المناسب مع هذا الطفل هو أن يشجع، أن يحفز، أن نعزز السلوك الإيجابي لديه، ودون أن ننتقده كثيراً، يمكن أن يوبخ على السلوك السلبي، لكن لا بد أن نعزز السلوك الإيجابي فيه، وطريقة النجوم طريقة جيدة جداً لتعزيز السلوك، حين يقوم بأي فعل إيجابي يعطى نجوما، وحين يقوم بفعل سلبي تسحب منه النجوم، ثم بعد ذلك يكون هنالك اتفاقا معه مسبقاً بأنه إذا حصل على عدد معين من النجوم سوف تتم مكافئته مثلاً، بعد يومين من بداية هذا البرنامج وهكذا، هذه طريقة معروفة وهي طريقة جيدة جداً.

هذا الطفل أيضاً نعطيه فرصة لأن يلعب مع الأطفال الآخرين، وأن تلاعبوه أنتم بما يناسب عمره كطفل، هذا أمر مهم جداً، يجب أن يبتعد أيضاً عن تناول الشاي أو أي مشروب يحتوي على الكافيين كالقهوة أو حتى الشيكولاته، لأنها إحدى المثيرات التي قد تؤدي إلى الاندفاعية والانفعالية الزائدة لدى الطفل.

عموماً هذه الحالات تنتهي تلقائياً، خاصة إذا كان ذكاء الطفل طبيعيا، ما ذكرته لك هي الخطوط الإرشادية الرئيسية، وقطعاً تقييم الطفل بواسطة مختص سيكون أفضل، وسوف يعطيكم برنامجا أكثر تفصيلية للتعامل مع هذا الطفل.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً