الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي الطريقة الصحيحة لإيقاف العلاج بالتدريج لتجنب الأعراض الجانبية؟

السؤال

السلام عليكم

أنا بعمر 29 سنة، عانيت من آلام جسدية سببها نفسي، كالشعور بحرارة داخلية، وألم بكامل الجسم، وأشعر بأن أعصابي من الداخل تؤلمني، وحكة بالجلد، ودوخة وعدم تركيز.

تابعت مع استشاري لمدة سنة، قال عندي قلق عام وتوتر، واستخدمت أدوية كان آخرها (فلوزاك 20ملجم) مرة باليوم بعد الأكل، استخدمته أكثر من 6 أشهر، فأحسست أنه دون جدوى فأوقفته منذ شهر ونصف دون التدرج بالجرعة.

أصبحت عصبية وأتنرفز، وما زالت تأتيني الآلام بكل جسمي، فما هو الحل؟ وما العلاج الذي يمكنني استخدامه دون زيادة الوزن؟ لأن فلوزاك وغيره من الأدوية أدى لزيادة وزني، وما هي الطريقة الصحيحة لإيقاف العلاج بالتدريج؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نهلة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
بالفعل الأعراض النفسوجسدية قد تظهر في شكل آلام جسدية وانشداد عضلي، وذلك غالبًا يكون مصحوبًا بقلق أو توتر، أو هذا القلق قد يكون قلقًا مُقنعًا، أي قلقًا داخليًّا.

الآن أنت لديك هذا الاحتقان النفسي الذي يظهر في شكل عصبية ونرفزة -كما تفضلت وذكرت- وتأتيك الآلام من وقتٍ لآخر، وكذلك الدوخة وعدم التركيز.

أنا أعتقد أن نمط الحياة يجب أن يتغيَّر، هذا مهمٌّ جدًّا لعلاج هذه الحالات، أنت صغيرة في السن، في بدايات سن الشباب، ومن المفترض أن تركزي على الرياضة، أي رياضة تناسب المرأة المسلمة سوف تكون جيدة بالنسبة لك، الرياضة الجسدية تؤدي إلى راحة نفسية كبيرة جدًّا، وتزيل الآلام الجسدية وحتى الآلام النفسية، فيجب أن يكون لديك برنامج رياضي واضح.

الأمر الثاني هو: التعبير عن ذاتك، ولا تكتمي، لأن الكتمان يؤدي إلى احتقانات نفسية شديدة، تظهر في شكل توترات عضلية وآلام جسدية وكذلك نفسية.

ودائمًا كوني إيجابية في تفكيرك، هذا مهمٌّ جدًّا، التفكير السلبي لا فائدة فيه، نحن الآن -الحمد لله تعالى- مع بدايات شهر رمضان الفضيل، نسأل الله تعالى أن يعيننا على صيامه وقيامه ويوفقنا لطاعته تعالى، فاجتهدي في موسم الخير هذا، وقومي بصياغة فكرية جديدة على مستوى التفكير، على مستوى المشاعر، وعلى مستوى الأفعال، هذا يأتيك بخير كثير جدًّا.

الفلوزاك -وهو الفلوكستين- لا شك أنه دواء جيد، دواء فاعل، لكن الدواء الأحسن من وجهة نظري هو العقار الذي يُعرف باسم (دولكستين)، واسمه التجاري (سيمبالتا)، البداية تكون -أي بداية الجرعة- هي ثلاثون مليجرامًا ليلاً، يتم تناولها لمدة أسبوعين، ثم تجعليها ستين مليجرامًا ليلاً لمدة شهرين، ثم أنقصيها إلى ثلاثين مليجرامًا ليلاً لمدة شهرين، ثم ثلاثين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم توقفي عن تناوله.

يتميز الدولكستين بأنه مُحسِّن ممتاز للمزاج، ويزيل الآلام الجسدية بشكل واضح، خاصة إذا طبقت ما ذكرته لك من إرشاد.

هذا هو الذي أود أن أنصحك به، ويا حبذا أيضًا لو تدرَّبت على تمارين الاسترخاء، فائدتها العلاجية عظيمة جدًّا.

بالنسبة للوزن: قطعًا الإنسان يجب أن تكون لديه العزيمة والشكيمة، وأن يكون عالي الهمَّة في ترتيبه الغذائي، وكذلك الممارسات الرياضة التي تحدَّثنا عنها.

الدولكستين مثل بقية الأدوية قد يؤدي إلى شراهة نحو الحلويات، لكن لا أتصور ذلك في حالة جرعتك لأنها من الجرعات الصغيرة، علمًا بأن الجرعة الكلية لهذا الدواء هي مائة وعشرون مليجرامًا في اليوم، ونحن وصفنا لك الجرعة الأقل، والتي نراها أنها ذات فائدة بالنسبة لك.

أسأل الله لك الصحة والعافية والتوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً