الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من الاكتئاب والملل والخوف نهائيا؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خواتيم مباركة بشهرنا الفضيل شهر رمضان المبارك، وكل عام وأنتم بألف خير وصحة، وأشكركم على موقعكم الجميل والمفيد، وأسأل الله أن يجعله في موازين أعمالكم يوم القيامة.

أعاني من ملل وخوف وقلق ونوبات هلع بين الحين والآخر، ضغطي يرتفع قليلا، وأعاني من اكتئاب شديد لدرجة كرهت نفسي وأهلي وعيالي وأبي وأمي وبلادي وأصحابي وكل الحياة، أخاف من الموت والأمراض الخطيرة العالقة في ذهني، وأعاني من انتفاخ القولون وإمساك شديد وحموضة، وألم في الأعصاب والعضلات، وثقل في الجسم، وخمول شديد، وكثرة النوم، وكتمة في النفس، وضعف الرغبة الجنسية، ومشاكل في الجهاز الهضمي، وأعاني من هذه الأعراض منذ 7 سنوات، والآن ازدادت الحالة.

حياتي تحولت إلى جحيم في الغربة، والأعراض تخف عندما أكون في بلدي وبين أهلي، وعملت فحوصات شاملة من تخطيط القلب والإيكو والقسطرة وكل النتائج سليمة، ولا أعاني من السكري.

استخدمت اللامكتال والزولفت والتجربتول والجابنين والسبرالكس، ارتحت على السبرالكس، لكني لما توقفت عنه عادت الأعراض، أريد الرجوع للسبرالكس، فكيف أستخدمه؟ علما أني أستخدم حاليا الفيرين والدوجماتيل والجاسيك، وأريد علاجا جذريا لمشكلتي، لأن عبادتي تأثرت بالمشكلة.

نوبات الهلع خفت كثيرا بالسبرالكس الذي استخدمته قبل 6 أشهر لمدة أسبوع، وراجعت طبيب مخ وأعصاب وتبين وجود التهاب في الأعصاب، فأعطاني جابنتين 400 مج وفيتانين ب12 ومرخي أعصاب ريلاكسون، واستفدت كثيرا، لكني توقفت عنه بعد شهر لأنه هيج القولون، وما زال الاكتئاب والخوف والملل مستمرا.

نصحني الدكتور محمد عبد العليم -وفقه الله- في استشارة سابقة باستخدام السبرالكس، وارتحت عليه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأعراض التي ذكرتها في مجملها أعراض قلق وتوتر، والاكتئاب قد يكون اكتئابًا ثانويًّا، ولكن معظم الأعراض التي ذكرتها هي أعراض قلق وتوتر، وطبعًا أعراض القلق والتوتر يمكن أن تكون أعراضا نفسية أو أعراضا جسدية تحصل في الجسم، وهذا ما دفعك طبعًا إلى عمل الفحوصات، وطبعًا تكون طبيعية؛ لأن القلق هو اضطراب نفسي وليس اضطرابا عضويا.

السبرالكس علاج فعّال جدًّا للقلق - أخي الكريم - ولكن مثله مثل كل الأدوية يحتاج إلى مكوّن نفسي، يحتاج إلى علاج نفسي مع الدواء، حتى تكون الفائدة أحسن، وحتى لا ترجع الأعراض بعد التوقف من الدواء.

الـ (جابنتين) يستعمل أحيانًا للقلق وللتوتر، لكنه ليس مثل فعالية السبرالكس، وطبعًا اضطراب القلق والتوتر من الأفيد أن يُراجع فيه الشخص اختصاصي الأمراض النفسية، وليس اختصاصي المخ والأعصاب، والقولون طبعًا أيضًا قد يكون عرضًا من أعراض القلق والتوتر، والدوجماتيل قد ينفع في القولون مع السبرالكس، فلذلك أنا أنصحك بالرجوع مرة أخرى للسبرالكس بجرعته القديمة والاستمرار عليه، ولكن إذا كان هناك طريقة إلى علاج نفسي مع تناول السبرالكس يكون هذا أفضل، وهناك طبعًا بعض الأحداث في حياتك ووجودك في بلدٍ آخر (الغربة)، كل هذا يحتاج إلى معالجات نفسية مع تناول الدواء، العلاج بالأدوية وحدها لا تكون كافية، وإنما تكون هناك مشاكل مُحيطة بالشخص وبالتالي يجب معالجتها بالعلاج النفسي.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً