الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سيدة متزوجة تحافظ على عرض زوجها وماله وأولاده لكنها تميل لغيره

السؤال

السلام عليكم.

سيدة يتعامل زوجها معها بجفاء وبخل مادي وعاطفي، مهما تتقرب وتتودد إليه يعاملها بجفاء، مهما طلبت منه كلمة حلوة لا يستجيب لها مع عصبيته الشديدة وتسلطه.

قلبها مال لشخص آخر بدون أي فعل يغضب الله، هي أمينة على عرضه وماله وأولاده، ولكن من كثرة جفائه مال قلبها لآخر، فهل حرام عليها؟

أرجو الرد.

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Emymody حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك هذا السؤال، ونحيِّي الضمير الحي الذي دفعك للتواصل، ونسأل الله أن يجعل قلبك يتعلق بالحلال لتفوزي برضوان الكريم المتعال، ونسأل الله أن يهدي زوجك والرجال، وأن يُصلح الأحوال، وأن يُحقق في طاعته الآمال.

ما حصل من زوجك من تقصير لا يبرر ما حصل من ميل إلى ما لا يحل لك، والأمر يحتاج منك إلى كتمان لما في نفسك، ثم مجاهدته ومدافعته، مع حرص على البُعد وتجنب كل ما يمكن أن يرسخ الميل الحاصل، واعلمي أن عدونا يستدرج ضحاياه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، ونحن سعداء بالسؤال لأنه يدل على نفس لوّامة ترفض الخطأ، والإثم ما حاك في الصدر وتلجلج فيه.

وأرجو أن توقفي هذا الأمر في بدايته، فإن تعمُّقه ممَّا يصعب خلعه وإخراجه من النفس، وتذكري أن من تميلين إليه لا يخلو من العيوب، واعلمي أنك لا تعرفين إلَّا ما ظهر من أحواله، والناس لا يُظهرون إلَّا الجانب الحسن فقط، وننصحك بما يلي:
1) اللجوء إلى الله بصدق، واسأليه صلاح زوجك وإبعاد من سواك عن قلبه.
2) استمري في الإحسان لزوجك واقتربي منه مهما حصل، واحتسبي كل ما يحصل منه، وأبشري بالأجر والثواب العظيم.
3) تذكري أن العلاقة الزوجية عبادة لرب البريّة، ومَن يُحسن من الزوجين للآخر ينال الأجر من الله، كما أن المسيء المقصّر يُحاسبه الله، واعلمي أن الأزواج عند الله خيرهم لصاحبه.
4) حاولي التعرف على أسباب نفور زوجك، واسأليه عن احتياجاته، وتفنّني في الوصول إلى قلبه.
5) اجتهدي في رصد ما فيه من الإيجابيات وضخّميها، واشكري الله عليها لتنالي بشكرك المزيد.
6) استمري في التواصل مع موقعك.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يؤلف بينك وبين زوجك، وأن يغنيك بالحلال، وأن يلهمك السداد والرشاد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً